وقال: «هيا يا جين، لنعد للمنزل.»
جعل الكشافة الصغير يقفز من شق إلى شق هابطا الصخرة أمام جيمي ثم انتظره أسفلها. «يبدو أن اسمي قد راق لك.»
فقال جيمي: «حسنا، إنه اسم غاية في الجمال. وإنه معلومة مؤكدة عرفتها عنك، بيد أنه لا يخبرني ما إن كنت فتى أم فتاة.»
وعندئذ رأى جيمي التمرد الذي لاح في الحال في العينين المرفوعتين إلى عينيه.
سأله الصغير في حدة: «أما زلت تجتر ذلك الهراء القديم؟» وتابع: «ما زلت مشغولا بالتفاهات ومعك ما هو أهم. ما دمت شريكك وأنت كاتم أسراري، وما دمنا عائدين للمنزل معا، أفليس ذلك كافيا لك؟»
فأجابه جيمي: «يجدر بذلك أن يكون كافيا لأي شخص.»
ومضى الاثنان عبر المسار متجهين إلى البوابة الخلفية. لكن توقف الكشافة الصغير في منتصف الطريق ونظر إلى جيمي مخمنا . «هل علي أن أناديك سيد النحل من الآن؟»
فقال له جيمي: «لا. لن تناديني سيد النحل، بل ربما لن تناديني بهذا الاسم إلا بعد عدة سنوات. فإن سيد النحل مسمى لا بد أن يكتسب بالعمل الشاق وصواب الآراء والعمليات الدقيقة. إنه مسمى اختص به عن جدارة الرجل الذي توفي الآن. لقد استطاع أن يسير به بسمو وشموخ. لكنه يعلو كثيرا عن مقامي. سيكون علينا أن نجد لي مسمى بمعنى مواصلة السير رغم العقبات باستكانة وتواضع، دراسة ما أعمل والاستمتاع به لأقصى حد كل يوم، الإقبال على الأشياء بكل حماس وبذل أقصى ما أستطيع من جهد، الالتزام بالعمل لأنني أحببته فحسب، كما توقعت لي.»
بين الصور الذهنية الباقية في وعي جيمي ترسخ ما رآه من ارتفاع الكتفين، وميل الرأس للوراء، وارتفاع الذقن، والتلويح بكلتا اليدين، حين سقط على أذنيه القول الفصل إذ قال: «حسنا، إذن، ما دمت تريد أن تكون متواضعا وبسيطا، وما دمت تريد التعمق في أصول العمل، فيجدر بك أن تجيب عن النداء الذي يصفك، مربي النحل. إنه اسم رائع لأي رجل.»
فقال جيمي: «أتفق معك تمام الاتفاق. إنه لقب رفيع. إنه يرضيني تماما، بل أكثر مما يمكن لأي لقب من الألقاب ذات الأصل الألماني.»
Bog aan la aqoon