وسأله: «هل يعلم جين ميريديث بهذا الأمر؟» «لقد أعطاني سيد النحل رقم الهاتف وقد اتصلت بالأب والأم. أجل، عرف صديق سيد النحل الصغير بالأمر.»
تساءل جيمي: «وهل سيقبل الأبوان بتلك الهدية بالنيابة عن الطفل؟»
فأجابه الطبيب: «بكل تأكيد.» وتابع: «ولم لا؟ فربما لم يكن لسيد النحل على وجه الأرض شخص ارتبط به ارتباطه الشديد بذلك الصغير الذي كان يشير إليه دائما بصفته شريكه. وما دام ليس لديه طفل من صلبه، فلا يوجد سبب يمنعه من ترك أملاكه لأي شخص يختاره. وكان لديه كل الحق أن يتركها للرجل الذي رعاها في غيابه، الرجل الذي وثق فيه، وللطفل الذي ربما خفف من ضجر ساعات حالكة في حياة سيد النحل أكثر من العالم بأسره مجتمعا. لقد بدا لي من الصواب واللائق تماما أن يفعل سيد النحل ما فعله بالضبط. نسيت أن ألفت انتباهك إلى بند أخير وملحوظة لاحقة في شكل ملحق للوصية بشأن مفروشات المنزل. فكل ما في غرفة المعيشة والكتب تئول للكشافة الصغير؛ أما باقي المفروشات فهي لك.»
نهض جيمي. ومد يده للدكتور جرايسون.
وقال: «سأخرج للهواء حيث أستطيع أن أمشي وأفكر.» وأضاف: «لكنني أخبرك من الآن أنه لا جدوى من إثبات صحة تلك الوثيقة. فقد كتبها رجل مريض ...»
فقال له الطبيب: «لقد كتبها رجل كان يناضل للبقاء على قيد الحياة بعد خضوعه لعملية جراحية.» وتابع: «كان ذهنه صافيا مثل ذهنك وذهني حين قلت له تصبح على خير في الساعة العاشرة ليلة أمس. لا توجد محكمة في البلد تستطيع أن تمس تلك الوصية.»
فقال له جيمي: «مستحيل تماما. فلن أفكر حتى في الأمر.»
فقال له الدكتور جرايسون: «بلى، ستفكر، لأنك إن لم تثبت صحة تلك الوصية، فسأفعل أنا ذلك بالنيابة عنك ولتتأكد تماما أن السيد ميريديث سوف يحرص على رعاية مصالح طفله. لتقبل التركة سواء كنت راغبا فيها أو لا. وإن لم ترد الاحتفاظ بها، فلتتنازل عنها بمجرد أن تصبح في يديك، إذا كان يرضيك أن ترى شخصا كان سيد النحل سيبغضه يدخل المنزل الصغير ويتاجر بالحديقة، فالأمر يعود إليك، فيما له صلة بالنصف الخاص بك. بإمكانك أن تقرر موقفك عندما يحين الوقت. وما دمت في شك كبير من الأمر، فأعتقد أنه من الأفضل أن تحيل الوثيقة للسيد ميريديث، لكن من الوارد أن يرغب في تعاونك معه.»
قال جيمي بعناد: «حسنا، لن أفعل!» وأضاف: «لن أقبل شيئا لم أكتسبه بنفسي!»
قال الدكتور جرايسون بنفاد صبر: «أوف، سحقا للاسكتلنديين!» وأضاف: «إنني سعيد بكوني إنجليزيا وعلى استعداد لقبول كل ما أستطيع الحصول عليه، وإنك أول اسكتلندي أراه لا يرغب في الاستحواذ على كل ما يمكنه الحصول عليه، ناهيك عن أنه جاء فعلا على سبيل الهدية. وما دمت لا تقبل الأشياء التي لم تكسبها بنفسك، فمن الأجدر بك أن تتوقف عن التنفس، وأن تتوقف عن الاستمتاع بأشعة الشمس، وأن تتوقف عن تناول ثمرات الأرض. فكلها هبات قبلتها، وقبلتها بكل سرور!»
Bog aan la aqoon