فقال جيمي: «لا، لنمهلها وقتا لتخلع قبعتها وترتب منزلها، فربما ما اعتبرته ترتيبا لن تعتبره هي كذلك. سوف أتحدث إليها هذا المساء، ثم أهاتفك لأبلغك بما قالته.»
فقال الكشافة الصغير: «حسنا.»
ربما تحتوي تلك الكلمة على السر الذي اكتسب به الكشافة الصغير أصدقاء عدة؛ فهو كشافة صغير محبوب. إذ لم يكن في عالم ذلك الشخص الصغير وقت للمجادلة. فقد طبق الدرس نفسه الذي تلقاه في تدريب الكشافة على حياته الشخصية. لقد تعلم قائد الكشافة كيف يطيع. ومن ثم راقب جيمي الجسد المبتعد عبر الطريق والمتجه إلى الترام، مستعدا لتولي مهام الفتيات في هذا الموقف؛ لأن «المسكين الصغير كان بلا حول ولا قوة». فابتسم جيمي على نحو مفاجئ ومضى لمقابلة مارجريت كاميرون.
الفصل التاسع عشر
مسئولية الصديق
وقف جيمي عند الباب الخلفي لبيت مارجريت كاميرون وهتف بمرح قائلا: «أين كنت طوال المدة الطويلة الماضية، يا أيتها الجارة؟»
تقدمت مارجريت كاميرون إلى باب حجرة المعيشة واستندت بيديها إلى جانبي إطار الباب، فأصابت جيمي صدمة هزته حتى الأعماق. وما لبث أن عبر الحجرة في خطوة واسعة سريعة ليتلقفها بين ذراعيه.
وهو يصيح: «أوه، مارجريت! مارجريت!»
أمسكها بعيدا عنه لينظر إليها، فبدا وجهها وجه امرأة في مصيبة. لكنها كانت أمامه. وهي في حالة جيدة. فلم يخطر على باله سوى شيء واحد.
فسألها: «هل هي لولي؟» وتابع: «ماذا حدث لابنتك؟»
Bog aan la aqoon