أرفق بالناس وأحوط، على ازدحامهم في القنطرة، فقد صح عنده أن جماعة منهم هلكوا يوم الاستسقاء غرقًا.......... في النهر فأثقلوا قاربًا ونزلوا فيه لياذًا من ضيق القنطرة، فرسب بهم، وهلك منهم جماعة، وأن من آفات ازدحام الناس في القنطرة ما بلغه من أن أحدثًا.
والمزعج للخوف فمصلى المصارة أرفق بالناس كافة، فإن من حركته منهم إراقة أو انتقضت به طهارته تقارب عليه شط النهر، فدب الناس من قرب، ونال حاجته بسرعة، ومن طلب منهم التستر لشأنه أمكنه الاستجنان بداخل الجنات الملاقية للمصارة فتبرى فيها من غير بعد عن مصلاه. فصوب الأمير رأيه، وانصرف البروز للاستسقاء إلى مصلى المصارة الذي اختاره عبد الملك.
وذكر القاضي أبو الوليد ابن الفرضي قال:
بلغ من ابنساط الفقيه عبد الملك بن حبيب على الأمير عبد الرحمن أن كتب إليه في يوم عاشوراء: من البسيط
لا تنسى لا ينسك الرحمن عاشورا ... واذكره لا زلت في الأحياء مذكورًا
قال الرسول صلاة الله تشمله ... قولًا وجدنا عليه الحق والنورا:
من بات في ليل عاشوراء ذا سعة ... يكن بعيشته في الحول محبورًا
1 / 184