_حاشية 17 - وحدثنا أبو محمد بن الأبنوسي هذا القطان، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، حدثني أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد، قال: حدثني أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن زيد الختلي الحافظ في المذاكرة، قال: كنت أجمع حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فلما ظننت أني قد فرغت منه، جلست ليلة في بيتي، والسراج بين يدي، وأمي في صفة حيال البيت الذي أنا فيه، وابتدأت أنظم الرقاع، وأصنفها، فحملتني عيني، فرأيت كأن (ق20أ) رجلا أسود وقد دخل إلى بهردني نار، فقال: تجمع حديث هذا العدو، احرقه، وإلا أحرقتك، وأومىء بيده بالنار، فصحت، وانتبهت، فعادت إلي أمي، وقالت: ما لك، ما لك، فقلت هذا ما رأيته، وجمعت الرقاع، ولم أعرض لتمام التصنيف، وهالني المنام، وعجبت منه، فلما كان بعد مدة طويلة ذكرت المنام لشيخ من أصحاب الحديث، كنت آنس به، فقال: حدثني فلان عن، فلان فذكر اسنادا الثبت أقوم على حفظه ولا كتبته عنه في الحال: أن عمرو بن شعيب هذا لما أسقط عمر بن عبد العزيز من الخطب على المنابر، لعن أمير المؤمنين علي، قام إليه عمرو بن شعيب، وقد بلغ إلى الموضع الذي كان يقول منه يلعن فيه عليا، فقرأ مكانه: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، فقام إليه عمرو بن شعيب، فقال: يا أمير المؤمنين السنة السنة، يحرضه على لعن علي، فقال عمر: اسكت قبحك الله، تلك البدعة، تلك البدعة لا السنة، وتمم خطبته. قال أبو عبد الله الختلي: فعلمت أن منامي كان عظة لي من أجل هذه الحال ولم أكن علمت من عمرو هذا الرأي فعدت إلى بيتي، فأحرقت الرقاع التي كنت جمعت فيها حديثه.
Bogga 17