============================================================
تور الدين الصابونيي هو الابتلاء، وهو في حق الأنبياء عليهم السلام التميز عن عادات البشر واخلاصهم عن ملاحظة الأغيار. قال بعض أهل التأويل:2 إن فتنته كانت زوال ملكه مدة. وأنكر بعض الناس زوال ملكه أصلا وأنكروا القصة رأسا. قال الشيخ رحاله: لو زال الملك عن سليمان مدة لم يكن بعيدا من الحكمة. ولكن على أصل الشيخ أبي منصور لا نشهد على صحة هذه القصة إلا بقدر ما نطق به القرآن. فإنه كان2 لا يقول في القصص بأكثر مما جاء في القرآن وبالرواية المتواترة، وأما ما جاء4 من آخبار الآحاد فذاك لا يوجب علم الشهادة، وليس في ذكر القصة سوى الشهادة. ثم على أصل من قال بزوال الملك اختلفوا في سبب زوال الملك على أقاويل. ولو صح ذلك السبب /227و] فقد ذكرنا أن الأنبياء كانوا يعاتبون بأدنى شيء. قال الشيخ أبو منصور رحالله: إن محن الأنبياء يجوز أن تكون بناء على الأسباب، وقد يكون ابتداء محنة من الله تعالى من غير علة ولا سبب.5 وهم في تلك المحن بالقرب والاصطفاء على ما كانوا في خلال1 النعم لم يسقط بذلك أقدارهم. ثم أزال ملكه بأي وجه أزال ليعلم" أنه كان رسولا ومكرما عند الله تعالى بالإرسال لا بالملك. ولله تعالى أن يمسك رسله إن شاء بالمعجزات وان شاء خاليا عن المعجزات، إذ المعجزات لايضاح المحجة للمصدقين وإلزام الحجة على الجاحدين، لا لثبوت الرسالة وبقائها. وقد علم الله تعالى من قوة سر سليمان وصفاء باطنه أنه لا يشمئز قلبه بزوال الملك علما منه أن الملك لله تعالى إن شاء أعطى لنبيه وأعطاه التوفيق على القيام بأسبابه، وذلك منه فضل، وإن شاء أعطى لعدوه م- قد ذكرتا أن معنى الافتنان هو الابتلاء وهو في حق الأنبياء عليهم السلام التميز عن عادات اليشر واخلاصهم عن ملاحظة الأغيار.* قيل 3م: وأما ما قال: 2م: الناس م: كان: 5انظر: تأويلات القرآن، 249/12 - 251.
م: في حال.
م: لتعلم
Bogga 151