.................................................................................................
_________
= أما أبو التياح فهو يزيد بن حميد الضبعي، وهو ثقة ثبت، والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" "٤/ ٤، ٧"، والترمذي "مع التحفة ٦/ ٤٩٥"، وقال: وقد رواه عبد الله بن شوذب عن أبي التياح، ولا يعرف إلا من حديث أبي التياح.
وأخرجه أيضا ابن ماجه "حديث ٤٠٧٢"، والخطيب "١٠/ ٨٤"، والحاكم في "المستدرك" "٤/ ٥٢٧"،وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وقال الذهبي: صحيح رواه ابن أبي عروبة، وابن شوذب عن أبي التياح.
قلت "مصطفى": ولكن ما زالت هناك علة أيضا، فقد قال الدارقطني ﵀ "العلل ١/ ٢٧٦": ويقال: إن سعيد بن أبي عروبة إنما سمعه من عبد الله بن شوذب عن أبي التياح، ودلسه عنه، وأسقط ذكره من الإسناد.
وقال البزار عقب إخراجه "حديث ٤٦": وسعيد بن أبي عروبة فلم يسمعه من أبي التياح، ويرون إنما سمعه من ابن شوذب أو بلغه عنه فحدث به عن أبي التياح، وكان ابن أبي عروبة قد حدث عن جماعة يرسل عنهم لم يسمع منهم، ولم يقل: حدثنا، ولا سمعت من واحد منهم، مثل: منصور بن المعتمر، وعاصم بن بهدلة، وغيرهما ممن روى عنهم ولم يسمع منهم، فإذا قال: "أنا، وسمعت" كان مأمونا على ما قال.
أما بالنسبة لمتن الحديث وبعض ما يتعلق به، فقد وردت جملة أحاديث رَسُولَ اللَّهِ ﷺ في ذكر صفة الدجال، ومن أين يخرج ومن يتبعه، وماذا معه، وفي أي زمان يخرج، ومن يقتله ... أشار إليها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" "١٣ ص٩١".
أما بالنسبة لخروج الدجال، فقد أخرج مسلم "ص١٠٠٥" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة ... ".
وأخرج مسلم أيضا "ص٢٢٦" من حديث أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا، عليهم الطيالسة".
قال الحافظ في "الفتح" "١٣/ ٩١": وأما من أين خرج، فمن قبل المشرق جزما ... قوله: "خراسان"، في "معجم البلدان" "٢/ ٣٥٠": خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزادوار قصبة جوين وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمهات من البلاد، منها: نيسابور وهراة ومرو ... إلخ ما ذكره.
قوله: "المجان المطرقة": قال المباركفوري في "شرح التحفة": "المجان -بفتح الميم وتشديد النون- جمع مجن -بكسر الميم- وهو الترس".
المطرقة -بضم الميم وسكون الطاء- وقال السيوطي: روي بتشديد الراء وتخفيفها، فهي مفعولة من =
1 / 53