80

Muntakhab Fi Tafsir

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Noocyada

[4.131-135]

131- إن لب الدين هو الخضوع لمنشئ الكون ذى الجلال والإكرام، والاعتراف بسلطانه المطلق، فلله كل ما فى السموات والأرض، وبهذا السلطان المطلق قال تعالى: وصينا أهل الديانات السماوية من أهل الكتاب وأنتم - معشر المسلمين - بأن تخافوه وتعبدوه، وألا تكفروا بعبادته، فهو صاحب السلطان المطلق فى الأرض والسموات، لا يخل بسلطانه شئ، وهو غنى عنكم، ومع ذلك يحمد لكم إيمانكم، لأن من شأنه الغنى، وأن يحمد مع ذلك فعل الخير من عباده.

132- ولله - سبحانه وتعالى - تدبير كل ما فى السموات والأرض، فهو المسيطر والمسير والمدبر وكفى أن يكون هو المتولى أمر الكون لينتظم، وأمر الناس ليعبدوه، ويفوضوا أمورهم إليه ويتقوه.

133- إنكم - معشر العباد - فى سلطان الله، وهو القادر القاهر، إن يشأ يمتكم ويأت بآخرين، وهو ذو الجلال، قدير على ذلك وعلى كل شئ.

134- وإن الناس إذا طلبوا نعيم الدنيا ومنافعها الحلال من طريق الحق المستقيم، فإن الله يعطيهم نعيم الدنيا والآخرة، وهو وحده الذى يملك النعيمين.

135- إن العدل هو نظام الوجود، وهو القانون الذى لا يختلف النظر فيه، فيا أيها الذين أذعنتم لله الحق، ولدعوة رسله، كونوا مراقبين لأنفسكم فى الإذعان للعدل، ومراقبين للناس، فانصفوا المظلوم، وكونوا قائمين لا لرغبة غنى أو لعطف على فقير، لأن الله هو الذى جعل الغنى والفقير، وهو أولى بالنظر فى حال الغنى أو الفقير، وإن الهوى هو الذى يميل بالنفس عن الحق فلا تتبعوه لتعدلوا وإن تتولوا إقامة العدل أو تعرضوا عن إقامته فإن الله يعلم ما تعملون علما دقيقا، ويجازيكم بعملكم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

[4.136-140]

136- وإن الرسالات السماوية واحدة لوحدة مرسل الرسل، وهو الله، فيا أيها الذين آمنوا أذعنوا لله وأخلصوا له، وصدقوا رسوله - محمدا - وصدقوا ما جاء فى كتابه الذى أنزله عليه واعملوا به، وصدقوا بالكتب التى نزلت من قبله كما أنزلها الله من غير تحريف ولا نسيان، آمنوا بكل ذلك، فإن من يكفر بالله خالق الوجود، والملائكة، وعالم الغيب، وكتب الله ورسله، وينكر اليوم الآخر، فقد تاه عن الطريق المستقيم، وأوغل فى طريق الضلال وأبعد فيه.

137- إن الإيمان إذعان مطلق وعمل مستمر بالحق، فالمترددون المضطربون ليسوا بمؤمنين، فالذين يؤمنون ثم يكفرون، ثم يؤمنون ثم يكفرون، وبهذا يزدادون كفرا، ما كان الله غافرا لهم ما يفعلون من شر، ولا ليهديهم إلى الحق، لأن غفران الله يقتضى توبة وإقلاعا عن الشر، وهدايته تكون لمن يتجهون إلى الحق ويطلبونه.

138- يا أيها الرسول الكريم أنذر المنافقين بأن لهم عذابا يوم القيامة مؤلما.

Bog aan la aqoon