Muntakhab Fi Tafsir
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Noocyada
24- إن أولئك المعرضين من اليهود زين لهم ذلك الإعراض أنهم يمنون أنفسهم بالأمانى الباطلة، فيزعمون أن النار لن تسمهم إلا أياما معدودات ودفعهم إلى ذلك الغرور وتلك الأمانى افتراءاتهم المستمرة فى دينهم.
25- فكيف يكون حالهم وقت أن يجمعهم الله فى الآخرة التى لا شك فى وجودها ولا حسابها فكل نفس تعطى جزاءها وافيا، وهم مستحقون لما نالهم من جزاء.
[3.26-27]
26- قل - يا أيها النبى - ضارعا إلى الله مقرا بجبروته: اللهم أنت - وحدك - مالك التصرف فى الأمر كله، تمنح من تشاء من الحكم والسلطان، وتنزعه ممن تشاء، وتهب العزة من تريد من عبادك بتوفيقه إلى الأخذ بأسبابها، وتضرب الذل والهوان على من تشاء، فأنت - وحدك - تملك الخير، لا يعجزك شئ عن تنفيذ مرادك، وما تقتضيه حكمتك فى نظام خلقك.
27- وأنت بما أنشأت ووضعت من الأسباب والسنن، تدخل من الليل فى النهار ما يزيد به النهار طولا، وتدخل من النهار فى الليل ما يزيد به الليل طولا، وتخرج المتصف بمظاهر الحياة من فاقدها، كما تخرج فاقد الحياة من الحى المتمكن من أسباب الحياة، وتهب عطاءك الواسع من تشاء كما تريد على نظام حكمتك ، فلا رقيب يحاسبك، ومن كان هذا شأنه لا يعجزه أن يمنح رسوله وأصفياءه السيادة والسلطان والغنى واليسار كما وعدهم.
[3.28-32]
28- إذا كان الله - سبحانه وتعالى - هو - وحده - مالك الملك، ويعز ويذل، وبيده وحده الخير والخلق والرزق، فلا يصح للمؤمنين أن يجعلوا لغير المؤمنين ولاية عليهم، متجاوزين نصرة المؤمنين؛ لأن فى هذا خذلانا للدين وإيذاء لأهله، وإضعافا للولاية الإسلامية، ومن يسلك هذا المسلك فليس له من ولاية الله مالك الملك شئ، ولا يرضى مؤمن بولايتهم إلا أن يكون مضطرا لذلك، فيتقى أذاهم بإظهار الولاء لهم. وعلى المؤمنين أن يكونوا فى الولاية الإسلامية دائما وهى ولاية الله، وليحذروا أن يخرجوا إلى غير ولايته فيتولى عقابهم بنفسه بكتابة الذلة عليهم بعد العزة. وإليه - وحده - المصير فلا مفر من سلطانه فى الدنيا ولا فى الآخرة.
29- قل - يا أيها النبى - إن تخفوا ما فى صدوركم أو تظهروه فى أعمالكم وأقوالكم فإن الله يعلمه، ويعلم جميع ما فى السموات وما فى الأرض ما ظهر منه وما استتر، وقدرته نافذة فى جميع خلقه.
30- فليحذر الذين يخالفون أمره يوم تجد كل نفس عملها من الخير مهما قل مشاهدا حاضرا، وما اقترفته من سوء تتمنى أن يكون بعيدا عنها بعدا شاسعا حتى لا تراه استقباحا له وخوفا من الوقوع فى مغبته، ويحذركم الله عقابه إذا خرجتم من ولايته التى هى رأفة ورحمة بالعباد.
31- قل: إن كنتم صادقين فى دعواكم أنكم تحبون الله وتريدون أن يحبكم الله فاتبعونى فيما آمركم به وأنهاكم عنه، لأننى مبلغ عن الله، فإن ذلك يحبكم الله به، ويثيبكم الله عليه بالإحسان إليكم والتجاوز عن خطاياكم، والله كثير الغفران والرحمة لعباده.
Bog aan la aqoon