203

Muntakhab Fi Tafsir

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Noocyada

22- ولما بلغ يوسف أقصى قوته أعطيناه حكما صائبا، وعلما نافعا، ومثل هذا الجزاء الذى أعطيناه إياه على إحسانه، نجزى المحسنين على إحسانهم.

[12.23-27]

23- وأرادت التى هى كان هو يعيش فى بيتها، ويشعر بسلطانها، أن تغريه بنفسها، لتصرفه عن نفسه الطاهرة إلى مواقعتها، فأخذت تذهب وتجئ أمامه، وتعرض عليه محاسنها ومفاتنها، وأوصدت الأبواب الكثيرة، وأحكمت إغلاقها، وقالت: أقبل على فقد هيأت لك نفسى، قال: إنى ألجأ إلى الله ليحمينى من الشر، وكيف أرتكبه معك وزوجك العزيز سيدى الذى أحسن مقامى؟ إنه لا يفوز الذين يظلمون الناس بالغدر والخيانة فيوقعون أنفسهم فى معصية الزنى.

24- ولقد عزمت أن تخالطه ونازعته نفسه إليها، لولا أن رأى نور الله الحق نصب عينيه قد استضاء به، ولم يطاوع ميل النفس، وارتفع عن الهوى، فامتنع عن المعصية والخيانة وثبت على طهره وعفته. وهكذا ثبتنا يوسف على الطهر والعفاف لنصرف عنه سوء الخيانة ومعصية الزنى، إنه من عباد الله الذين أخلصوا دينهم لله.

25- وأسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج منه، فأسرعت تحاول أن تسبقه إليه، لتحول دون خروجه، وجذبت قميصه من خلفه تمنعه، وقطعته.. ووجدا عند الباب زوجها، قالت تثيره عليه: لا جزاء لمن أراد بزوجك ما يسوؤك إلا السجن يوضع فيه، أو عذاب مؤلم يقع عليه.

26- قال يوسف يدافع عن نفسه: هى طلبتنى، وحاولت أن تخدعنى عن نفسى، وتخاصما فى الاتهام، فحكم حكم من أهلها فقال: إن كان قميصه شق من أمام، فقد صدقت فى ادعائها، وهو من الكاذبين فيما أخبر به.

27- وإن كان قميصه شق من خلف، فقد كذبت فى قولها، وهو من الصادقين فيما قال.

[12.28-32]

28- فلما رأى الزوج قميص يوسف قد من خلف، قال لزوجته: إن اتهامك له بما وقعت أنت فيه مع براءته هو من كيدكن - معشر النسوة - إن مكركن عظيم.

29- يا يوسف أعرض عن هذا الأمر، واكتمه ولا تذكره، واستغفرى أنت لذنبك، إنك كنت من الآثمين الذين تعمدوا الوقوع فى الخطأ وارتكاب الإثم، واتهموا غيرهم بما أثموا هم به.

Bog aan la aqoon