187

Muntakhab Fi Tafsir

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Noocyada

12- لا تحاول - أيها النبى - إرضاء المشركين لأنهم لا يؤمنون، وعساك إن حاولت إرضاءهم أن تترك تلاوة بعض ما يوحى إليك مما يشق سماعه عليهم، كاحتقار بعض آلهتهم، خوفا من قبح ردهم واستهزائهم، وعسى أن تحس بالضيق وأنت تتلوه، لأنهم يطلبون أن ينزل الله عليك كنزا تنعم به كالملوك، أو يجئ معك ملك يخبرنهم بصدقك، فلا تبال - أيها النبى - بعنادهم، فما أنت إلا منذر ومحذر من عقاب الله من يخالف أمره، وقد فعلت فأرح نفسك منهم. واعلم أن الله على كل شئ رقيب ومهيمن، وسيفعل بهم ما يستحقون.

13- إن القرآن فيه الآية الدالة على صدقك، فإن قالوا: إنه ألفه من عنده أو افتراه على الله، فقل لهم: إن كان هذا القرآن من عند بشر، أمكن للبشر أن يأتوا بمثله، وأنتم فصحاء البشر. فأتوا بعشر سور مثله مختلقات، واستعينوا بما يمكنكم الاستعانة به من الإنس والجن، إن كنتم صادقين فى دعواكم أنه كلام بشر.

14- فإن عجزتم، وعجز من استعنتم بهم فأتوا بمثله ولو مفترى، فاعلموا أن هذا القرآن ما أنزل إلا مقترنا بعلم الله، فلا يعلم علمه أحد، واعلموا أنه لا إله إلا الله فلا يعمل عمله أحد. فأسلموا بعد قيام هذه الحجة عليكم، إن كنتم طالبين للحق.

15- من كان يطلب الحياة الدنيا، والتمتع بلذاتها وزينتها، نعطهم ثمرات أعمالهم وافية لا ينقص منها شئ.

16- هؤلاء الذين قصروا هممهم على الدنيا، ليس لهم فى الآخرة إلا عذاب النار، وبطل نفع ما صنعوه فى الدنيا لأنه لم يكن للآخرة فيه نصيب، وهو فى نفسه باطل أيضا، لأن العمل الذى لا يفيد السعادة الدائمة كأنه لم يكن.

[11.17-19]

17- أفمن كان يسير فى حياته على بصيرة وهداية من ربه، ويطلب الحق مخلصا، معه شاهد بالصدق من الله وهو القرآن، وشاهد من قبله وهو كتاب موسى الذىأنزله الله قدوة يتبع ما جاء به، ورحمة لمتبعيه، كمن يسير فى حياته على ضلال وعماية، فلا يهتم إلا بمتاع الدنيا وزينتها؟! أولئك الأولون هم الذين أنار الله بصائرهم، يؤمنون بالنبى والكتاب الذى أنزل عليه. ومن يكفر به ممن تألبوا على الحق وتحزبوا ضده، فالنار موعده يوم القيامة. فلا تكن - أيها النبى - فى شك من هذا القرآن، إنه الحق النازل من عند ربك، لا يأتيه الباطل، ولكن أكثر الناس تضلهم الشهوات، فلا يؤمنون بما يجب الإيمان به.

18- وليس أحد أكثر ظلما لنفسه وبعدا عن الحق من الذين يختلقون الكذب وينسبونه إلى الله. إن هؤلاء سيعرضون يوم القيامة على ربهم ليحاسبهم على ما عملوا من سوء، فيقول الأشهاد من الملائكة والأنبياء وغيرهم: هؤلاء هم الذين ارتكبوا أفظع الجرم والظلم بالنسبة لخالقهم. إن لعنة الله ستقع عليهم لأنهم ظالمون.

19- هؤلاء الذين يصرفون الناس عن دين الله ويمنعونهم - وهو سبيله المستقيم - ويطلبون أن تكون هذه السبيل موافقة لشهواتهم وأهوائهم، فتكون معوجة، وهم بالآخرة - وما فيها من ثواب المؤمن وعقاب الكافر - كافرون.

[11.20-25]

Bog aan la aqoon