Muntakhab Fi Tafsir
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Noocyada
137- وكما زينت لهم أوهامهم تلك القسمة الظالمة لما خلق الله من حرث وإبل وبقر وغنم، قد زينت لهم أوهامهم فى الأوثان التى زعموها شركاء لله قتل أولادهم عند الولادة، وأن ينذروا لآلهتهم ذبح أولادهم، وإن تلك الأوهام ترديهم وتخلط عليهم أمر الدين، فلا يدركونه على وجهه، وإذا كانت الأوهام لها ذلك السلطان على عقولهم، فاتركهم وما يفترونه على الله تعالى وعليك وسينالون عقاب ما يفترون، وتلك مشيئة الله، فلو شاء ما فعلوا.
138- ومن أوهامهم أنهم يقولون: هذه إبل وبقر وغنم وزرع ممنوعة، لا يأكلها أحد إلا من يشاءون من خدمة الأوثان، وذلك من زعمهم الباطل، لا من عند الله. وقالوا أيضا: هذه إبل حرمت ظهورها فلا يركبها أحد، وهم مع ذلك لا يذكرون اسم الله تعالى عند ذبح ما يذبحون من إبل وبقر وغنم، وذلك لكذبهم على الله تعالى بشركهم، والله تعالى سيجزيهم بالعذاب فى الآخرة، بسبب افترائهم وتحريمهم ما يحرمون من غير تحريم الله تعالى.
[6.139-142]
139- ومن أوهام هؤلاء المشركين أنهم يقولون: ما فى بطون الأنعام التى جعلوها ممنوعة لا تذبح ولا تركب، ما فى بطونها من أجنة خالص للذكور من الرجال، ويحرم منه النساء، ومع ذلك إذا نزل ميتا فهم شركاء فيه، يأكلون منه، سيجزيهم الله تعالى على كذبهم الذى وصفوا به فعلهم، إذ ادعوا أن هذا التحريم من عند الله تعالى، وإن الله عليم بكل شئ، حكيم، كل أفعاله على مقتضى الحكمة وهو يجزى الآثمين بإثمهم.
140- وقد خسر أولئك الذين قتلوا أولادهم حمقا ووهما، غير عالمين مغبة عملهم وداعيه، وحرموا على أنفسهم ما رزقهم الله من زرع وحيوان، مفترين على الله بادعاء أنه هو الذى حرم، وقد بعدوا عن الحق بسبب ذلك، وما كانوا بسبب هذا الافتراء ممن يتصفون بالهداية.
141- الله - وحده - هو الذى خلق حدائق من الكرم، منها ما يغرس ويرفع على دعائم، ومنها ما لا يقوم على دعائم وخلق النخل والزرع الذى يخرج ثمرا مختلفا فى اللون والطعم والشكل والرائحة وغير ذلك، وخلق الزيتون والرمان متشابها فى بعض الصفات وغير متشابه فى بعضها الآخر، مع أن التربة قد تكون واحدة وتسقى جميعها بماء واحد. فكلوا من ثمرها إذا طاب لكم، وأخرجوا منها الصدقة عند نضجها وجمعها، ولا تسرفوا فى الأكل فتضروا أنفسكم وتضروا الفقراء فى حقهم، إن الله لا يرضى عن المسرفين فى تصرفاتهم وأعمالهم.
142- وخلق الله من الأنعام - وهى الإبل والبقر والماعز - ما يحمل أثقالكم، وما تتخذون من أصوافها وأوبارها وأشعارها فراشا، وهى رزق الله لكم، فكلوا ما أحل الله منها ولا تتبعوا الشيطان وأولياءه فى افتراء التحليل والتحريم، كما كان يفعل أهل الجاهلية. إن الشيطان لا يريد لكم الخير، لأنه عدو ظاهر العداوة.
[6.143-144]
143- خلق الله من كل نوع من الأنعام ذكرا وأنثى، فهى ثمانية أزواج خلق من الضأن زوجين، ومن الماعز زوجين، وقل يا محمد للمشركين منكرا عليهم تحريم ما حرموا من هذا: ما علة تحريم هذه الأزواج كما تزعمون؟ أهى كونها ذكورا؟ ليس كذلك، لأنكم تحلون الذكور أحيانا. أم هى كونها إناثا؟ ليس كذلك، لأنكم تحلون الإناث أحيانا، أم هى اشتمال الأرحام عليها. ليس كذلك لانكم لا تحرمون الأجنة على الدوام. أخبرونى بمستند صحيح يعتمد عليه، إن كنتم صادقين فيما تزعمون من التحليل والتحريم.
144- وخلق الله من الإبل زوجين، ومن البقر زوجين. قل لهم يا محمد منكرا عليهم: ما علة التحريم لما حرمتم من هذه الأزواج كما تزعمون؟ أهى كونها ذكورا؟ ليس كذلك، لأنكم تحلون الذكور أحيانا، أهى كونها إناثا؟ ليس كذلك لأنكم تحلون الإناث أحيانا، أم هى اشتمال الأرحام عليها؟ ليس كذلك لأنكم لا تحرمون الأجنة على الدوام، وتزعمون أن هذا التحريم من عند الله! أكنتم حاضرين حين وجه إليكم الله هذا التحريم فسمعتم نهيه؟ لم يكن ذلك قطعا. انتهوا عما أنتم فيه، فهو ظلم، وليس هناك أظلم ممن كذب على الله فنسب إليه ما لم يصدر عنه، ولا سند له من علم يعتمد عليه، وإنما يريد بذلك إضلال الناس. إن الله لا يوفق الظالمين إذا اختاروا طريق الباطل.
Bog aan la aqoon