Muntakhab Anwar
منتخب الأنوار المضيئة في ذكر القائم الحجة(ع)
Noocyada
قال: فهي العلة، أزيدها لك ببرهان ينقاد (لك في) (1) عقلك: أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله عز وجل (2) وأنزل الكتاب عليهم، وأيدهم بالوحي والعصمة، إذ هم أعلام [الأمم] (3) وأهدى إلى الاختيار منهم، مثل موسى وعيسى (عليهما السلام)، فهل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذا هما بالاختيار، أن يقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن؟
قلت: لا.
قال: فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه، اختار من وجوه قومه وأعيان عسكره لميقات ربه جل وعز سبعين رجلا واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا (4) ممن لم يشك في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين وقد شهد بذلك القرآن المبين «قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة» (5).
فلما وجدنا اختيار من اصطفاه الله للنبوة واقعا على الأفسد دون الأصالح- وهو يظن أنه الأصالح دون الأفسد- علمنا أن الاختيار لا يجوز إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وتكن الضمائر وتتصرف عليه السرائر، وأن [لا خطر] (6) لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح.
Bogga 275