Munqidh
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
Noocyada
ويصدق نفس الشيء على الأشكال المستقيمة والأشكال والسطوح
4
المنحنية، وعلى اللون والخير والجمال والعدالة، وعلى كل الأجسام الطبيعية أو المصنوعة، وعلى النار والماء وما يشبههما «من العناصر»، وعلى كل الكائنات الحية والطباع الخلقية، وكل ما يفعله البشر أو ينفعلون به. وإذا لم يتيسر فهم الأمور الأربعة (342ه) مجتمعة، فلن يتمكن الإنسان أبدا من معرفة الخامس معرفة تامة، أضف إلى هذا أن هذه الأمور الأربعة - بسبب قصور اللغة وعجزها - تهتم ببيان خصائص أي موضوع معين بقدر ما تهتم بالكشف عن ماهيته الحقة. ولهذا فلن (343أ) يخاطر عقل بوضع أفكاره في ثوب هذه اللغة الضعيفة، والأولى من ذلك ألا يخاطر بوضعها في تلك الصورة الجامدة التي تميز كل ما يكتب بالحروف.
إن ما قلناه الآن يحتاج إلى مزيد من الشرح والتوضيح. فكل دائرة ترسم أو تخرط تمتلئ في الواقع بضد الحقيقة التي جعلناها الخامسة في الترتيب. فهي في كل نقطة منها تشارك في المستقيم، بينما الدائرة ذاتها - وهذا هو الذي نؤكده - لا تتضمن أي عنصر صغير أو كبير من طبيعة ذلك الشيء المضاد لها،
5
وفضلا عن هذا فليس لأي شيء اسم ثابت، فما من شيء يمنع (343ب) أن يطلق على ما يسمى الآن «دائريا» اسم «مستقيم»، أو على العكس من ذلك أن يسمى «المستقيم» «دائريا»، ولن يتأثر ثبات الأشياء «أو بقاؤها على طبيعتها الواقعية»، إن غيرنا أسماءها وأطلقنا عليها أسماء مضادة. ونفس الشيء ينطبق على التعريف، فهو مؤلف من أسماء وأفعال، وتبعا لذلك فهو أبعد ما يكون عن الثبات. ويمكننا أن نستخدم حججا لا حصر لها
6
لإثبات أن كل واحد من الأمور (أو الأدوات) الأربعة السابقة بعيد عن الدقة، ولكن أقوى هذه الحجج هو أن النفس - كما قلنا - تسعى إلى معرفة الوجود الحقيقي للشيء ولا تكتفي بمعرفة صفاته وخصائصه. بيد أن ما يقدمه لها كل واحد من الأمور الأربعة السابقة - سواء في صورة كلمات أو في صورة مادية «مرئية» - (343ج) ليس هو الذي تبحث عنه، بل هو شيء يمكن بسهولة أن تدحضه شهادة الحواس؛ ولهذا يمكن أن يخلق الحيرة «والارتباك» والغموض في «عقل» كل إنسان. وعندما نكون بصدد موضوعات لم نألف - نتيجة التعود السيئ - أن نبحث فيها عن الحقيقة، بل نقنع منها بالنسخ التي تمثلها، فإننا «في هذه الحالة» (343د) لا نضع أنفسنا موضع سخرية السائلين، حتى ولو كانت لدى هؤلاء القدرة على نقد أدوات المعرفة الأربع وإثبات خطئها. أما حين يتعلق الأمر بموضوعات نتطلب فيها الدليل الواضح على الوجود الحقيقي الذي يشغل المكان الخامس، فإن أي إنسان بارع في الحجاج والتفنيد سيخرج منتصرا وسيجعل المتحدث «الذي يعرض المذهب» - سواء لجأ إلى الكلام المتسق أو الكتابة أو صيغة السؤال والجواب - «سيجعله» يبدو في أعين جمهور المستمعين جاهلا جهلا تاما بالموضوع الذي يحاول أن يكتب فيه أو يتكلم عنه. قد يحدث أحيانا ألا يفطن الجمهور إلى أن الخطأ لا يرجع لنفس الكاتب أو المتحدث بقدر ما يرجع (343ه) لكل أداة من أدوات المعرفة الأربعة الناقصة بطبيعتها. ولكن التعمق المستمر فيها جميعا
7
بالتحرك صعودا وهبوطا من أحدها للآخر، هو السبيل الوحيد لتوليد المعرفة بما هو بطبيعته خير في نفس هي بطبيعتها خيرة، مع العلم بأن هذا أيضا يستلزم أكبر قدر من الجهد والعناء. أما إذا كان الإنسان سيئ التكوين، وكذلك أغلب الناس من الناحيتين العقلية والخلقية - وكم من نفس طيبة أصابها التلف - فإن «لينوكويس»
Bog aan la aqoon