2

Munazara

مناظرة ابن شاقلا الحنبلي المتوفى سنة 369 ه لأبي سليمان الدمشقي المتكلم في الصفات الخبرية

قلت (لأبي سليمان الدمشقي) : بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج , وقوله في الخبر ((...وضع يده بين كتفي, فوجد بردها )), وذكر الحديث(¬1) فقال لي : هذا إيمان ونية , لأنه أريد مني روايته , وله عندي معنى غير الظاهر

قال : وأنا لا أقول مسه

فقلت له : وكذا تقول في آدم لما خلقه بيده

قال : كذا أقول : إن الله عز وجل لا يمس الأشياء

فقلت له : سويت بين آدم وسواه , فأسقطت فضيلته , وقد قال الله تعالى : { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } (ص: من الآية75)

قلت له : هذا رويته لأنه أريد منك على رغمك , وله عندك معنى غير ظاهره , وإلا سلمت الأحاديث التي جاءت في الصفات , ويكون لها معاني غير ظاهرها , أو ترد جميعها

فقال لي : مثل أي شيء ؟

فقلت له : مثل الأصابع , والساق , والرجل , والسمع , والبصر , وجميع الصفات التي جاءت في الأخبار الصحاح , حتى إذا سلمتها كلمناك على ما ادعيته من معانيها التي هي غير ظاهرها

فقال لي منكرا لقولي : من يقول رجل ؟

فقلت : أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

فقال : من عن أبي هريرة ؟

فقلت : همام

فقال : من عن همام ؟

فقلت معمر فقال من عن معمر ؟

فقلت: عبد الرزاق

فقال لي : من عن عبد الرزاق ؟

فقلت له : أحمد بن حنبل

فقال لي : عبد الرزاق كان رافضيا

فقلت له : من ذكر هذا عن عبد الرزاق

فقال لي : يحيى بن معين

فقلت له : هذا تخرص على يحيى, إنما قال يحيى : كان يتشيع, ولم يقل رافضيا(¬1)

فقال لي : الأعرج عن أبي هريرة بخلاف ما قاله همام

قلت له : كيف ؟

Bogga 4