127

Munazara Taqririyya

المناظرة التقريرية بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسيس بفندر

Baare

د. محمد عبد الحليم مصطفى أبو السعد

Daabacaha

مطبعة الجبلاوي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٥

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وَفِي إنجيل يوحنا الله لم يره أحد قطّ وَيشْهد لي الْأَب الَّذِي أَرْسلنِي فَقَالُوا لَهُ أَيْن هُوَ أَبوك فَأجَاب يسوع لَسْتُم تعرفونني أَنا وَلَا أبي لَو عرفتموني لعرفتم أبي أَيْضا
وَمَعَ هَذِه النُّصُوص الصَّرِيحَة الَّتِي تَدْعُو إِلَى الوحدانية يَقُول النَّصَارَى بالتثليث رغم أَن عِيسَى ﵇ لم يقل بِهِ وَلم يدع إِلَيْهِ بل قَالَ بِالتَّوْحِيدِ ودعا إِلَيْهِ وَبِهَذَا ترى أَن هَذِه العقيدة دخيلة على مَا جَاءَ بِهِ عِيسَى ﵇ وَمَا دَعَا إِلَيْهِ وَأَن أول من دَعَا إِلَى التَّثْلِيث وَجعله عقيدة هُوَ شاول بولس وَذَلِكَ فِي قَوْله نعْمَة رَبنَا يسوع الْمَسِيح ومحبة الله وَشركَة الرّوح الْقُدس وَمَعَكُمْ أَجْمَعِينَ
ويعلق القس حبيب سعيد على هَذَا النَّص بقوله هَل نَحن فِي حَاجَة للروح الْقُدس مَا دَامَ لنا الله إِن بولس يفترض عقيدة الثالوث كَأَنَّهَا قَضِيَّة قد سلمت بهَا الْكَنِيسَة مُنْذُ الْبِدَايَة
ويوضح بيرى مَا أدخلهُ بولس فِي المسيحية من فلسفات الْأُمَم فَيَقُول كَانَ عِيسَى يَهُودِيّا وَقد ظلّ كَذَلِك أبدا وَلَكِن شاول بولس كَون المسيحية على حِسَاب عِيسَى فشاول هُوَ فِي الْحَقِيقَة مؤسس المسيحية وَقد أَدخل بولس على ديانته بعض تعاليم الْيَهُودِيَّة ليجذب لَهُ الْعَامَّة من الْيَهُود كَمَا أَدخل صورا من فلسفة الإغريق ليجذب اتبَاعا لَهُ من اليونان فَبَدَأَ يذيع أَن عِيسَى منقذ ومخلص وَسيد اسْتَطَاعَ الْجِنْس البشري بواسطته أَن ينَال النجَاة وَهَذِه الإصطلاحات الَّتِي قَالَ بهَا بولس كَانَت شهيرة عِنْد كثير من الْفرق وبخاصة فِي متراس وكابولى فانحاز اتِّبَاع هَذِه الْفرق إِلَى ديانَة بولس وَعمد كَذَلِك ليرضى المثقفين اليونان فاستعار من فلاسفة اليونان وبخاصة الفيلسوف فيلوا فكرة اتِّصَال الاله بِالْأَرْضِ عَن طَرِيق الْكَلِمَة أَو ابْن الأله أَو الرّوح الْقُدس

1 / 164