أما ما أصاب هذا البطرك في آخر عهده؛ فهذه النادرة تصور لك واقع أمره:
خرج من الجانح البطريركي، بعد القيلولة، فرأى مطارين الكرسي وكهنته ملتفين حول رجل، فأومأ إلى المطران عقل، ابنه الوفي، متسائلا؛ فأجابه: صائغ بياع صلبان، إذا كان يلزمك شيء.
فارتفع شاربا غبطته وبانت سنه، وقال مشيرا إلى الأساقفة: لا، صلباني «كتار» ...
أما البطرك أنطون فعندما انبرى مناضلا عن هذا الحق، حاولوا في رومية أن يكفروه ويحطوه عن وظيفته البطريركية، ويخلصوا من عناده وإصراره، ولكن نيافة الكردينال تبوني انتصر له، وقال للحبر الأعظم: هذا بطرك قديس، وإذا أصر كرادلة المجمع على إقرار ذلك كان ظلما وعدوانا.
فقال له البابا الحالي القديس: أنت منهم، فعارض ليعود الحكم لي.
وهكذا نجا البطرك أنطون من وصمة الهرطقة، ولكنهم قلموا أظافر الرجل وتركوه يموت على مهل، ويعلن في تلك الوصية إيمانه:
ولدت مارونيا، وعشت مارونيا، وأموت مارونيا، إيمان بطرس إيماني.
قد يقول القارئ البعيد عن هذا الموضوع: ماذا يعنينا من هذه القضية؟
وأنا أجيبه: الأخ ملزوم بأخيه، وهذا عدوان على كاثوليك الشرق.
وقد يقول أيضا: قد كتبت أكثر من مرة في هذه القضية، والآن ماذا جد؟
Bog aan la aqoon