وتسابقوا إن البطيء قتيل
وقبل أن أسهل السري حدثت طبعا عواصف وزوابع فيها رعود وصواعق، وصفها الفارياق؛ فاطلبها في مكانها.
قد تركت كثيرا مما قاله، فارجع إلى الفارياق تقرأ شعرا ونقدا طريفا يضحكك ويفيدك، وإن كنت شاعر مناسبات؛ فوالله تتوب.
قد يفعل الشدياق في هؤلاء ما لا يفعله مارون عبود الذي بح صوته - وهو أبح خلقة - من كثرة ما نادى شعراء الظل ليخرجوا إلى النور، ويروا وجه الشمس التي تلوح وجوههم، وتقوي دماءهم التي أمست مصلا وقيحا.
لقد تبحبحنا كثيرا في شعر المناسبات؛ فأعفونا منه وكفوا عنا.
إنني أسألك أيها القارئ، بل أسترحم - كما كنا نقول في العهد العثماني - أن تمسك كل شاعر مناسبات بأذنه، ولا تتركه حتى ينتهي من قراءة هذا الفصل في الفارياق، فهو في «الصفحة 225»، طبعة باريس، وفي «الصفحة 216 من طبعة مصر»، قل له: اقرأ يا أعمى ما كتبه نقادة عصره منذ قرن، ولا تخرج من معملك هذه البضاعة، فالناس يسدون أنوفهم - ولو كانت أطول من أنف ابن حرب - عندما تهف ريحها في الأسواق.
وإذا قلتم شعر مناسبات، فبثوا فيه روحا فيحيا، وانبذوا التملق والتدليس؛ فالناس لا يحترمون الإمعة.
21 / 1 / 1937م
إلى دولة اليافي
كثيرا ما كان الخلفاء والولاة يقولون لمن يفد عليهم من رجال الفضل والتقى: عظنا، فيعظهم على مقدار صفاء نفسه وضميره، وجرأته عليهم.
Bog aan la aqoon