2 / 2 / 1957م
إلى السيد منير مراد، بيروت - الصنائع
سألتني: هل في لبنان والعالم العربي أزمة أدب أم أزمة أدباء؟ ولماذا؟ وما هو رأيك في الإنتاج الأدبي الحاضر بصورة عامة؟
جوابي: لا هذه ولا تلك، عندنا أدب، وعندنا أدباء، وعندنا إنتاج أدبي، ولكننا نحن نؤله القديم ونعبد الأوثان.
لا ينقصنا أدباء، ولكن ينقصنا العمل، فشبابنا بدلا من أن يعملوا هم، قعدوا يقولون: ماذا عمل زيد؟ وماذا فعل عمرو؟
فبدلا من أن يضيعوا الوقت في تحبير هذه المقالات، فليكتبوا قصة أو ينظموا قصيدة أو أية كلمة تبقى.
لا يحق لنا أن نعين للأديب موضوعه، فالأديب لا يسأل إلا عما كتب، الجاحظ - مثلا - كتب في الذبان فصولا خالدة، فهل يصح أن يقال له: لماذا لم تكتب في الحسون والكناري؟
لسنا في حاجة إلى كتاب وأدباء وشعراء، ولكننا في حاجة إلى من يعملون.
اسمح لي أن أسرد لك هذه النادرة القروية:
هاجم ثعلب دجاجات قروي فاصطاد واحدة، فقال الرجل لامرأته: لو كان عندنا رجل يلحقه ويهاهي به فيتركها!
Bog aan la aqoon