Munadama
منادمة الأطلال ومسامرة الخيال
Baare
زهير الشاويش
Daabacaha
المكتب الإسلامي
Lambarka Daabacaadda
ط٢
Sanadka Daabacaadda
١٩٨٥م
Goobta Daabacaadda
بيروت
بِإِبَاحَة دَمه فهرب وَسكن حماة ثمَّ دمشق وَلم يكن لَهُ نَظِير فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْكَلَام والمنطق انْتهى
وَهَذِه عَادَة الدَّهْر مَعَ الأفاضل على أَن آلامدي كَانَ من حَقه أَن يفتخر زَمَنه بِهِ ويباهي بِهِ الْأَزْمَان الَّتِي بعده وَمن تَأمل مؤلفاته وَمَا انطوت عَلَيْهِ من التحقيقات أذعن لذَلِك وَللَّه فِي خلقه شؤون
الْمدرسَة (العصرونية)
دَاخل بَابي الْفرج والنصر شَرْقي القلعة وَغَرْبِيٌّ الْجَامِع بمحلة حجر الذَّهَب عِنْد سويقة بَاب الْبَرِيد كَذَا فِي التُّحْفَة وَغَيرهَا
أَقُول هِيَ الْآن بسويقة العصرونية فِي الْجَانِب القبلي مِنْهَا وَهِي مَشْهُورَة والسويقة مُسَمَّاة باسمها وَقد تناولتها أَيدي المختلسين حينا من الدَّهْر ثمَّ قيض الله لَهَا من استخلص بَعْضًا مِنْهَا وَجعله جَامعا وَلَيْسَ بهَا الْآن سوى بركَة مَاء فِي ساحتها وإيوان للصَّلَاة فِي الْجَانِب القبلي والمدرسة ينزل إِلَيْهَا بدرج وباقيها قد صَارَت حوانيت للْبيع وَالشِّرَاء
قَالَ ابْن كثير هِيَ مُقَابل دَار الْبَانِي بَينهمَا عرض الطَّرِيق وَقد صَارَت دَاره الْآن قيسارية بالعمارة للْغَيْر وَالْأَرْض لذريته لَا للمدرسة وَبَقِي إِلَى الْآن آثَار عِمَارَته خرابا انْتهى
قلت أما القيسارية فَهِيَ الْآن خَان للدواب وَمن وقف الْمدرسَة عشرَة قراريط وَنصف قِيرَاط من قَرْيَة هُرَيْرَة وَمِنْه ببعلبك مزرعتان معروفتان بدير النيط وقدرهما نَحْو عشرَة قراريط شركَة الخانقاه السميساطية وَمِنْه مزرعة تعرف بالجلدية نَحْو أَرْبَعَة عشر قيراطا كَانَ أهل الجعيدية يزرعونها وَمِنْه قِيرَاط وَنصف وَربع قِيرَاط من قَرْيَة حمَار بالمرج وَمِنْه بالتابتية خَارج بَاب الْجَابِيَة بِدِمَشْق بُسْتَان يعرف بالسنبوسكي وَشرط الْوَاقِف أَن لَا يزِيد فقهاؤها على عشْرين فَقِيها من الشَّافِعِيَّة وَغَيرهم وان التدريس لذريته ويستناب عَمَّن لم يكن أَهلا لَهُ وان يدرس بهَا من تصانيفه فان تَعَذَّرَتْ يكون التدريس فِي الْخلاف وَجعل لأرباب الْوَظَائِف قدرا مَعْلُوما من الْقَرَاطِيس قَالَ فِي التَّنْبِيه كَذَا اخبرني من رأى كتاب الْوَقْف من ذُرِّيَّة الْوَاقِف
1 / 131