ألا أبلع بني شيبان عني ... وقد يهديك ذا الحكم الأصيل
بأن الحلم موردكم مياها ... يخالط شربها كلا وبيل
ألم نطلقكم فكفر تمونا ... وليس لنعمة المكفور حول
فإن ينطق عبيد الله جهلًا ... فلم يعلم عبيد ما يقول
سما من أهل ذي قار إلينا ... بهاد لا يخالطه الضلول
فلما أن مضى بالقوم شهرًا ... وبين ما يخبره الدليل
يجيش عليه بالأصوات فيه ... إذا نزلوا التحمحم والصهيل
فباتوا نازلين بنا وكنا ... قرى الأضياف إذ كره النزول
فما نظروا القرى ورأوا وجوهًا ... قليلًا في تأملها الوسيل
فلما أن أضاء الصبح جينا ... رعيلًا خلفنا منه رعيل
فما شعروا بنا حتى رأونًا ... وأكثبة الشقيق بنا تسيل
رأوا نعم الشقيقة وهي خوم ... ودون لقائه شر وبيل
أقر العين إذ دارت عليهم ... شميط اللون ليس لها خجول
وهن على الأكارم مجلحات ... لهن بكل متعرك قتيل
إذا كره السلاح مضين قدمًا ... ولم يك حق عادتها النكول
وظل لها على الأنقاء منا ... إلى أن أظلموا يوم طويل
وآبوا مطلقين ولم يثيبوا ... وغال رئيسهم في الأرض غول
وكان مع بسطام دليل من بني أسد يقال له فقيد، وأن بسطام في بعض الطريق رأى في منامه كأن آتيا أتاه فقال له: الدلو ثاني الغرب المزلة. ففزع لذلك وقص رؤياه على فقيد، فقال: ألا قلت بم تعود باديا مثله. فوجل
1 / 49