ولا تستحيلي لطول البعاد
د
دسست اسمك الحلو في طيه
وألفت فيه حروف اعتماد
وقد ختم هذه الأبيات الستة التي طرز فيها اسم اعتماد بذكر اسمها في البيت الأخير.
4
ثم ختم كتابه إليها بقوله: «سأعود إليك على عجل لأتملى برؤيتك إن شاء الله وشاء ابن عمار. فلما سمع ابن عمار الجملة الأخيرة من كتاب المعتمد إلى اعتماد، كتب إليه أبياتا في المعنى الآتي: «ليس لي مأرب في غير مرضاة مولاي، ولن أحيد عن أمره، ولست إلا كالساري يهتدي بضوئه اللامع، فمرني بما تشاء أطع.»
ولما كان قلب الأمير الشاب متوزعا بين الصداقة والحب، فإنه لهذا كان يشعر بحياة لذيذة ناعمة، إلا أن صفوها لم يدم طويلا، وقد ترنقت سريعا؛ لأن المعتضد رأى ابن عمار قد استولى على ابنه المعتمد فقضى بالتفرقة بينهما، وحكم بنفي ابن عمار، وقد انقض هذا النبأ على الصديقين كليهما انقضاض الصاعقة ولم يدر كل منهما ماذا يصنع، وقد علما أن المعتضد إذا أمضى أمرا لا يمكن رجوعه فيه، ولا سبيل إلى عدوله عنه، وعلى ذلك نفي ابن عمار، وقضى أعوام نفيه المحزنة متنقلا في مدن الشمال، وبخاصة سرقسطة إلى أن خلف المعتمد على الحكم أباه، وكان في التاسعة والعشرين من عمره.
5
فسارع إلى صاحبه وصديقه القديم الذي صحبه من أول عهد الشباب فاستدعاه، وترك إليه اختيار ما يريده من مناصب الدولة المختلفة.
Bog aan la aqoon