Mulhaq Aghani
ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
Baare
علي مهنا وسمير جابر
Daabacaha
دار الفكر للطباعة والنشر
Goobta Daabacaadda
لبنان
وكان أبو نواس يعشق جنان جارية آل عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي المحدث الذي كان ابن مناذر يصحب ابنه عبد المجيد وكانت جنان حلوه جميلة المنظر بديعة الحسن أديبة عاقلة ظريفة تعرف الأخبار وتروي الأشعار وكانت مقدودة حسنة القوام ويقال إن أبا نواس لم يصدق في حب امرأة غيرها وكان أول كلفه بها أنها مرت وهو جالس في المربد مع فتيان من أهلها يتنزهون وينشدهم فأبرزت عن وجه بارع الجمال فجعل ينظر إليها فقال له أصحابه خرجت من حدك الذي كنت تنتسب إليه يعني من حب الغلمان إلى حب النسوان فأنشأ يقول
( إني صرفت الهوى إلى قمر
لم تبتذله العيون بالنظر )
( إذا تأملته تعاظمك الإقرار
في أنه من البشر )
( ثم يعود الإنكار معرفة
منك إذا قسته إلى الصور )
( مباحة ساحة القلوب له
يأخذ منها أطايب الثمر )
وشغف بها حبا وهام بها وقال فيها اشعارا كثيرة وشكا وجده بحبها وهو لا يعرفها وسأل عنها فلم يقع على خبر منها بعد اليوم الذي رآها فيه فقال
( كما لا ينقضى الأرب
كذا لا يفتر الطلب )
وتناقل أهل البصرة شكايته من حبها وشعره فيها وأكثروا ذكره في كل محفل وجمع
جنان تعبث به والنساء يمازحنه
وكانت جنان تحب النساء وتميل إليهن فذكرته امرأة لها وأنشدتها بعض شعره فقالت جنان قد والله رأيته بالمربد ينشد وما زال يتبعني نظره إلى أن غبت عنه فتواعدن أن يخرجن ويعبثن به ويمازحنه فخرجن يوما وأبو نواس على غفلة من ذلك حتى وافينه فلما رآها كاد عقله يذهب وتحير وأقبل وأدبر فدنت منهن واحدة إليه فقالت يا فتى أنت أبو نواس فقال
Bogga 129