قال: حدثني الليث قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن
أبيه أسلم قال: لما كان عام الرمادة وأجدبت بلاد العرب كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص -وكان على مصر-: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص، فإنك لعمري لا تبالي إذا شبعت ومن قبلك أن أنجحف أنا ومن قبلي ويا غوثاه.
فكتب عمرو: سلام عليك أمير المؤمنين، أما بعد فيا لبيك ثم يا لبيك أتتك من عندي عير تحمل البر، أولها عندك وآخرها عندي، مع إني أرجو أن أحمل إليك في البحر أضعافها.
فلما قدمت أول عير دعا عمر الزبير فقال له: اخرج في أول هذه العير فاستقبل بها نجدا فاحمل إلى كل أهل بيت قدرت أن تحملهم إلي، ومن لم تستطع حمله فمر لكل أهل بيت ببعير بما عليه ومرهم فليلبسوا الكسائين اللذين فيهما الحنطة ولينحروا البعير وليجملوا شحمه وليقددوا لحمه وليحتذوا جلده، ثم ليأخذوا ضمه من قديره وكبة من شحمه وحفنة من دقيق، ثم ليطبخوا فليأكلوا حتى يأتيهم الله برزق.
فأبى الزبير أن يخرج.
فقال: أما والله لا تجد مثلها حتى تخرج من الدنيا.
ثم دعى آخر أظنه طلحة فأبى.
Bogga 98