180 - وقال: ما على الأرض نفس برة ولا فاجرة أريد أن تفدي نفسي من الموت، ولو كانت نفسي بيدي لبادرت بها طرفي، ولو خيرت بين أن لا أكون كنت شيئا وبين حالي التي أنا عليها لاخترت من الله أن لا أكون كنت شيئا، ولا أتعرض لحساب يوم القيامة ولأنا أشفق من بقية عمري أشد من شفقتي مما مضى، أما ما مضى فقد عرفته وأما ما بقي فلا أدري كيف يكون.
181 - قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان أبي يضرب لجلسائه في الحديث مثلا قال: أرأيتكم لو خرجتم مع جماعة، مع كل رجل منهم زاد، فأكببتم على زاد رجل منكم تأكلونه، وتتركون أزوادكم، فما شأنكم تكبون على رجل منكم تبغون حديثه، ولا تشركونه في حديثكم يعني نفسه.
182 - قال ابن وهب: وحدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان أبي يقول: أي بني كيف تعجبك نفسك؟!، وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته!، أي: لا ترى أنك خير من أحد يقول: لا إله إلا الله حتى تدخل الجنة، ويدخل هو النار، فإذا دخلت الجنة، ودخل هو النار تبين لك أنك خير منه.
183 - وبه: من علم أن كلامه من عمله ينبغي له أن لا يتكلم إلا بما يكون له ولا يكون عليه.
184 - وبه: كان أبي يقول: لا تتعلم العلم لتماري به، ولا لترائي به، ولا لتباهي به، ولا تترك العلم حياء من التعلم، فإن ليس من العلم حياء، ولا تترك العلم زهادة فيه فإنه ليس مثل العلم يزهد فيه، ولا تترك العلم رضى بالجهالة من العلم، فإن الجهالة ليس مثلها به.
185 - وكان أبي يقول: لا تخبر ما لم تخبر، ولا تذكر ما لم يذكر وما لم تكلف فذره، قال: يقول: لا تكذب فتخبر ما لم تخبر وما لم تكلف فذر، أي: اترك ما لا يعنيك.
Bogga 96