171 - وفي رواية أنه قال: أشهد لرأيت عمر بن الخطاب في منزلك هذا مع جماعة من أصحابه، وهو إذ ذاك خليفة، نزل فحط عن راحلته بيده، ثم قيدها كرجل من أصحابه، ثم نظر في بعض ركاب فرأى راحلة مقصور لها من قيدها فأرخى لها عمر، ثم أقبل وهو يتغيظ ويقول: أيكم صاحب الراحلة؟ فقال له رجل من القوم: أنا يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: بئس ما صنعت تبيت على فؤاده تضرب صدره حتى حان رزقه جمعت بين عظمين من عظامه، فهل كنت يا عمر بن عبد العزيز فاعل ذا، فبكى عمر بكاء شديدا.
172 - وقال أسلم مولى عمر: لم يكن عمر أولى القوم بالظل وكان يرحل رواحلنا وحده. قال أسلم: كنت مع عمر لما قدم الشام فاستيقظنا به ليلة وقد رحل رحالنا وهو يرحل لنفسه وهو يقول:
لا يأخذ الليل عليك بالهم ... والبس له القميص واعتم
وكن شريك رافع وأسلم ... واخدم القوم حتى تخدم
قال: قلت: رحمك الله يا أمير المؤمنين لو أيقظتنا كفيناك.
173 - قال أسلم: وقال لي عمر: يا أسلم لا يكونن حبك كلفا، ولا يكونن بغضك تلفا.
Bogga 92