ومنع هذه الأفعال عند الأباضية لمخالفتها مقتضيات الخشوع . والرفع المذكور مع كونه معتبرا عند المذاهب الأربعة من المندوب إليه ندبا غير أكيد فإن العامة منا ومنهم يعتبرونه الفارق الوحيد بين الفريقين . والسر في ذلك معلوم وهو أن الصلاة اكثر الفرائض تكرارا وظهورا وشيوعا .
وأما الطرق الصوفية الكثيرة الشيوع في المذاهب الأربعة كالقادرية والعروسية والرفاعية والعيساوية والساعدية والتيجانية والسنوسية والبكطاشية وغيرها كثير فليس لها وجود في المذهب الأباضي ، وهي في نظره من البدع المحرمة شرعا ، ولا يتوقف الوعظ والإرشاد وتهذيب النفوس على احداث مثل هذه الطرق والانتساب إلى رجالها على النمط المعهود عندهم . ومع هذا فلا ينكر الأباضيون كرامة الأولياء ووجود الصالحين من عباد الله المخلصين ولزوم احترامهم لكن لا على هذا الوجه ( واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ) .
هذا ولا أعلم بين الفريقين خلافا في الصلاة ووجوبها وأدائها في الأوقات الخمسة وعدد الركعات ، ولا في الحج وأركانه ومناسكه ، ولا في الزكاة ونصابها ومواضع صرفها ، ولا في الصوم ووجوبه وأغلب مصححاته ومفسداته . وقد علمت ما في الركن الأعظم ( التوحيد ) من الاتفاق على تنزيه الباري عن كل نقص وإن اختلفت وجهات النظر ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ) . وفي هذا القدر كفاية لمن يريد الاطلاع الإجمالي وبالله التوفيق .
خاتمة
فيما يفعله الأباضية مع من تحت حكمهم من مخالفيهم :
Bogga 83