إمامة أبي الخطاب عبد الأعلى في سنة 140 ه ( 757م) بليعه الأباضيون خارج مدينة طرابلس على أن يحكم بما أنزل الله وبسنة رسول الله ، ثم دخل المدينة بلا حرب ودانت له البلاد طائعة مختارة لما شاع عنه وذاع من الرفق بالرعية والعدل في الحكم بين الناس فعظم شأنه فيهم وامتد سلطانه شرقا إلى برقة وغربا إلى القيروان وجنوبا إلى فزان . وكان منصورا في جميع حروبه كالتي دارت رحاها لتطهير البلاد من أدران الفوضى والفساد مثل قمعه لورفجومة القبيلة الجسيمة التي أخذت القيروان من عامل الأمويين وأسرف رجالها في البلد بالظلم والقتل والسلب والنهب وانتهاك الحرمات والأعراض تحت سمع وبصر زعيمهم عاصم بن جميل وما تركوا منكرا إلا أتوه ولم يسلم من فسادهم حتى المسجد الجامع فأدخلوا دوابهم فيه فلم يسع هذا الإمام العظيم إلا الإجابة لنداء أهل القيروان واستغاثاتهم المهيجة إلى جهاد هؤلاء المفسدين في الأرض فأسرع إلى القضاء على فسادهم وأراح الناس منعتوهم فاطمأنوا على أموالهم وأعراضهم وسكن روعهم ثم عين واليا عليهم عبد الرحمن بن رستم وعاد إلى طرابلس مقر إمامته وهكذا كان النصر حليفه مرارا في حروبه على الحدود الشرقية لرد هجمات العباسيين المتكررة وقد هزمهم فيها أبو الخطاب ستة عشر ألفا ولم يخنه الحظ إلا في التي مات فيها رحمه الله بتاورغا سنة 144ه (761م ) وعدد الموتى من رجاله اثنا عشر ألفا أو يزيدون ، وسبب الهزيمة مبسوط في المطولات (2) .
Bogga 34