Soo Koobid Tafsiirka Ibn Kathir
مختصر تفسير ابن كثير
Daabacaha
دار القرآن الكريم
Lambarka Daabacaadda
السابعة
Sanadka Daabacaadda
1402 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Fasiraadda
الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه، وعفو مَعَ ذَلِكَ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ وَرَدَ في بعض الآثار: «يقول تعالى يا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي إِذَا غَضِبْتَ، أَذْكُرُكَ إِذَا غَضِبْتُ فَلَا أُهْلِكُكَ فِيمَنْ أُهْلِكُ» (رَوَاهُ ابْنُ أبي حاتم)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُرعة وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغضب» (أخرجه الإمام أحمد) وقال الإمام أحمد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ من ماله»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ، قَالَ: «اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ مال وارثه أحب إليه من ماله، مالَكَ من مالِكَ إِلاَّ مَا قدمت، وما لوارثك إلا مَا أَخَّرْتَ» قَالَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "ما تعدون الصرعة فيكم! قلنا الذي لا تصرعه الرجال، قال: «لا، ولكن الذي يملك نفسه عن الغضب». قَالَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أتدرون ما الرقوب» قُلْنَا الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ، قَالَ «لَا، ولكن الرقوب الذي لا يقدم من ولده شيئًا» (رواه أحمد وأخرج البخاري النّص الأول منه).
(حديث آخر) قال الإمام أحمد، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أنَس عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ الْحُورِ شَاءَ».
(حديث آخَرَ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غيظًا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله جوفه أمنًا وإيمانًا».
فقوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ أَيْ لَا يَعْمَلُونَ غَضَبَهُمْ فِي النَّاسِ بَلْ يَكُفُّونَ عَنْهُمْ شَرَّهُمْ وَيَحْتَسِبُونَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ ﷿، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ أَيْ مَعَ كَفِّ الشَّرِّ يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَلَا يَبْقَى فِي أَنْفُسِهِمْ مَوْجِدَةً عَلَى أَحَدٍ، وَهَذَا أَكْمَلُ الْأَحْوَالِ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ فَهَذَا مِنْ مَقَامَاتِ الْإِحْسَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، مَا نَقَصَ مالٌ مِنْ صَدَقَةٍ، وَمَا زَادَ الله عبدًا بعفو إلاعزًا، وَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ». وَرَوَى الْحَاكِمُ في مستدركه، عَنْ أُبّي بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: «ومن سَرَّهُ أَنْ يُشْرَفَ لَهُ الْبُنْيَانُ وَتُرْفَعَ لَهُ الدَّرَجَاتُ، فَلْيَعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، ويعطِ مَنْ حَرَمَهُ، ويصلْ من قطعه». وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى منادٍ يَقُولُ: أَيْنَ الْعَافُونَ عَنِ النَّاسِ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، وَخُذُوا أجوركم، وحق على كل امرىء مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة" (أخرجه ابن مردويه)
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ أَيْ إِذَا صَدَرَ مِنْهُمْ ذَنْبٌ أَتْبَعُوهُ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. قال الإمام أحمد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، عَنِ النبي ﷺ قال: "إن رجلًا أذنب ذنبًا فَقَالَ: رَبِّ إِنَّ أذنبت ذنبًا فاغفره لي، فَقَالَ اللَّهُ ﷿: عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ به قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنبا آخَرَ فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ ﵎: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لعبدي، ثم عمل ذنبا آخر فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عملت ذنبًا
1 / 319