149

Mukhtasar Siirada Rasuulka

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Daabacaha

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

قوله تعالى ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ - يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ﴾ [الأنفال: ٥ - ٦]- إلى قوله - ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الأنفال: ٨] (١) . وسار رسول اللَّه ﷺ إلى بدر. وخفض أبو سفيان. فلحق بساحل البحر. وكتب إلى قريش أن ارجعوا فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم. فأتاهم الخبر فهموا بالرجوع. فقال أبو جهل: واللَّه لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم بها نطعم من حضرنا ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان. وتسمع بنا العرب. فلا تزال تهابنا أبدا وتخافنا. فأشار الأخنس بن شريق عليهم بالرجوع فلم يفعلوا. فرجع هو وبنو زهرة. فلم يزل الأخنس في بني زهرة مطاعا بعدها. وأراد بنو هاشم الرجوع. فقال أبو جهل لا تفارقنا هذه العصابة حتى نرجع فساروا إلا طالب بن أبي طالب. فرجع. وسار رسول اللَّه ﷺ حتى نزل على ماء أدنى مياه بدر. فقال الحباب بن المنذر: إن رأيت أن نسير إلى قُلُب - قد عرفناها - كثيرة الماء عذبة فننزل عليها. ونغور ما سواها من المياه؟ وأنزل اللَّه تلك الليلة مطرا واحدا صلب الرمل. وثبت الأقدام. وربط على قلوبهم. ومشى رسول اللَّه ﷺ في موضع المعركة. وجعل يشير بيده ويقول: «هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان إن شاء اللَّه.» فما تعدى أحد منهم

(١) الآيات من ٥ - ٨ من سورة الأنفال.

1 / 153