Mukhtasar Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Noocyada
نظر يونس إلى قدميه عند موته فبكى فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله? قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله ...
قال غسان: وحدثنا سعيد بن عامر عن يونس بن عبيد قال: إنك تكاد تعرف ورع الرجل في كلامه إذا تكلم.
قال يونس لا تجد شيئا من البر واحدا يتبعه البر كله غير اللسان فإنك تجد الرجل يكثر الصيام ويفطر على الحرام، ويقوم الليل ويشهد بالزور، وذكر شيئا نحو هذا، ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحق فيخالف ذلك علمه أبدا.
غسان بن المفضل قال: حدثني بعض أصحابنا من البصريين قال: جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما منه بذلك فقال له يونس: أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف? قال: لا. قال: فسمعك الذي تسمع به يسرك به مائة ألف? قال: لا. قال: فؤادك الذي تعقل به يسرك به مائة ألف? قال: لا. قال: فيداك يسرك بهما مائة ألف? قال: لا. فرجلاك? قال: فذكره نعم الله عز وجل عليه. فأقبل عليه يونس فقال: أرى لك مئتين ألوفا وأنت تشكو الحاجة.
شكا رجل إلى يونس وجعا يجده في بطنه فقال له يونس: يا عبد الله هذه دار لا توافقك، فالتمس دارا توافقك.
عن جسر قال: دخلت على يونس بن عبيد فقال: منذ دخلت علينا قد مضى من آجالنا.
جاءت يونس امرأة بجبة خز فقالت له: اشترها فقال: بكم تبيعينها? قالت: بخمس مائة. قال: هي خير من ذلك. قالت: بستمائة. قال: هي خير من ذلك. فلم يزل يقول : هي خير من ذلك حتى بلغت ألفا وقد بذلتها بخمس مائة.
قال أمية: وكان يونس بن عبيد يشتري الابرسيم من البصرة فيبعث به إلى وكيله بالسوس. فكان وكيله يبعث إليه بالخز. فإن كتب وكيله إليه أن المتاع عندهم زائد لم يشتر منهم أبدا حتى يخبرهم أن وكيله كتب إليه أن المتاع عندهم زائد.
كان يونس إذا طلب المتاع أرسل وكيله بالسوس أن أعلم من تشتري منه أن المتاع يطلب. وكلاما ذا معناه.
Bogga 317