Mukhtasar Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Noocyada
قال الحارث بن سعيد: كنا عند مالك بن دينار وعندنا قارئ يقرأ: إذا زلزلت الأرض زلزالها الزلزلة آية 1 فجعل مالك ينتفض وأهل المجلس يبكون ويصرخون حتى انتهى إلى هذه الآية: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره الزلزلة الآيتان 7 و8 قال: فجعل مالك، والله، يبكي ويشهق حتى غشي عليه. فحمل بين القوم صريعا.
أن مالك بن دينار دخل المقابر ذات يوم فإذا رجل يدفن، فجاء حتى وقف على القبر فجعل ينظر إلى الرجل وهو يدفن فجعل يقول: مالك، غدا هكذا يصير وليس له شيء يتوسده في قبره. فلم يزل يقول: غدا مالك هكذا يصير، حتى خر مغشيا عليه في جوف القبر فحملوه فانطلقوا به إلى منزله مغشيا عليه.
قال مالك بن دينار، ورأى إنسانا يضحك، فقال: ما أحب أن قلبي فرغ لمثل هذا وأن لي ما حوت البصرة من الأموال والعقد.
قال مالك: إن في بعض الكتب أن الله عز وجل يقول: إن أهون ما أنا صانع بالعالم إذا أحب الدنيا أن أخرج حلاوة ذكري من قلبه.
وقع حريق في بيت مالك بن دينار فأخذ المصحف وأخذ القطيفة فأخرجهما. فقيل له: يا أبا يحيى، البيت. فقال: ما فيه إلا السندانة ما أبالي أن يحترق.
قال عبد الله بن المبارك،: وقع حريق بالبصرة فأخذ مالك بن دينار بطرف كسائه وقال هلك أصحاب الأثقال.
عن مالك بن دينار أنه كان يقول: إن الله عز وجل إذا أحب عبدا انتقصه من دنياه وكف عنه ضيعته، ويقول: لا تبرح من بين يدي قال: فهو متفرغ لخدمة ربه عز وجل، وإذا أبغض عبدا دفع في نحره شيئا من الدنيا ويقول: اعزب من بين يدي فلا أراك بين يدي فتراه معلق القلب بأرض كذا وبتجارة كذا.
Bogga 305