Mukhtasar Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Noocyada
قال خلف: وحدثني بعض أصحابنا قال: كان منصور بن زاذان يفعل هذا كله ويفضل بخصلة: لا يبيت كل ليلة حتى يبل عمامته بدموعه ثم يضعها.
قال ابن أخي عامر بن عبد قيس أن عامرا كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ردائه فلا يلقى أحدا من المساكين يسأله إلا أعطاه. فإذا دخل إلى أهله رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها كما أعطيها.
قالوا: ما رأينا عامر بن عبد قيس متطوعا في مسجدهم قط.
قال وكان آخر من يدخل المسجد، وأول من يخرج منه.
قال ابن الشخير كنا نأتي عامر بن عبد الله وهو يصلي في مسجده فإذا رآنا تجوز في صلاته ثم أقبل علي فقال: أرحني بحاجتك فإني أبادر? قلت: وما تبادر? قال: ملك الموت رحمك الله? قال: فقمت عنه وقام إلى صلاته.
لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الأقباض أقبل رجل بحق معه فدفعه إلى صاحب الأقباض فقال الذين معه: ما رأينا مثل هذا قط، ما يعدله ما عندنا ولا يقاربه. فقالوا له: هل أخذت منه شيئا? فقال: أما والله لولا الله ما أتيتكم به فعرفوا أن للرجل شأنا: فقالوا: من أنت? فقال: لا والله لا أخبركم لتحمدوني، ولا غيركم ليقرظوني، ولكني أحمد الله وأرضى بثوابه فأتبعوه رجلا حتى انتهى إلى أصحابه فسأل عنه فإذا هو عامر بن عبد قيس.
أبو العالية الرياحي
أعتقته امرأة من بني رياح. قال أبو العالية: دخلت المسجد معها فوافقها الإمام على المنبر فقبضت على يدي فقالت: اللهم أدخره عندك ذخيرة، اشهدوا يا أهل المسجد أنه سائبة لله. ثم ذهبت فما تراءينا بعد.
كان أبو العالية إذا جلس عليه أكثر من أربعة قام.
عن أبي العالية قال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام، فأول ما أتفقده من أمره صلاته، فإن وجدته يقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه، وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت: هو لغير الصلاة أضيع.
قال أبي العالية: قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليه وسلم لا تعمل لغير الله فيكلك الله عز وجل إلى من عملت له.
Bogga 270