Mukhtasar Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Noocyada
قال ابن السماك: أوصاني أخي داود الطائي بوصية: انظر لا يراك الله حيث نهاك وأن لا يفقدك من حيث أمرك، واستحيه في قربه منك وقدرته عليك.
قال محمد بن إشكاب: قال داود الطائي: اليأس سبيل أعمالنا هذه، لكن القلوب تجر إلى الرجاء.
عن الحماني قال: قلت لداود الطائي: ما ترى في الرمي فإني أحب أن أتعلمه? فقال: إن الرمي لحسن، ولكن إنما هي أيامك فانظر بما تقطعها.
أبو بكر محمد بن أبي داود قال: سمعت شيدويه يقول لداود الطائي: أرأيت رجلا دخل على هؤلاء الأمراء فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر? قال: أخاف عليه السوط قال: إنه يقوى قال: أخاف عليه السيف. قال: إنه يقوى، قال: أخاف عليه الداء الدفين العجب.
قال أبو نعيم: رأيت داود الطائي تدور في وجهه نملة عرضا وطولا لا يفطن بها. يعني من الهم.
قالت أخت لداود الطائي: لو تنحيت من الشمس إلى الظل. فقال: هذه خطى لا أدري كيف تكتب.
قال معاوية بن عمرو: كنا عند داود الطائي يوما، فدخلت الشمس من الكوة فقال له بعض من حضر: لو أذنت لي سددت هذه الكوة. فقال: كانوا يكرهون فضول النظر. وكنا عنده يوما آخر فإذا بفروه قد تخرق وخرج خمله. فقال له بعض من حضر: لو أذنت لي خيطته فقال: كانوا يكرهون فضول الكلام.
قال أبو داود الطيالسي: حضرت داود عند الموت فما رأيت أشد نزعا منه، أتيناه من العشي ونحن نسمع نزعه قبل أن ندخل، ثم غدونا إليه وهو في النزع فلم نبرح حتى مات.
حفص بن عمر الجعفي قال: اشتكى داود الطائي أياما وكان سبب علته أنه مر بآية فيها ذكر النار فكررها مرارا في ليلته فأصبح مريضا. فوجده قد مات ورأسه على لبنة.
Bogga 235