Mukhtasar Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Noocyada
الربيع بن خثيم الثوري يكنى أبا يزيد عن سعيد بن مسروق قال: قال عبد الله للربيع بن خثيم: لو رآك رسول الله لأحبك.
كان عبد الله يقول للربيع: ما رأيتك إلا ذكرت المخبتين. وكان الربيع إذا أتى عبد الله لم يكن عليه إذن حتى يفرغ كل واحد منهما من صاحبه. وكان الربيع إذا جاء إلى باب عبد الله يقول للجارية: من بالباب? فتقول الجارية ذاك الشيخ الأعمى.
عن حماد بن أبي سليمان قال: كان عبد الله بن مسعود إذا نظر إلى الربيع بن خثيم قال: مرحبا قال: أبا يزيد لو رآك رسول الله ) لأحبك ولأوسع لك إلى جبنه. ثم يقول: وبشر المخبتين سورة الحج: الآية 34.
عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، منهم الربيع بن خثيم.
وكان يقول: أما بعد فأعد زادك وخذ في جهازك، وكن وصي نفسك.
وقيل له: ألا تذكر الناس? فقال: ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى أن أذم الناس، إن الناس خافوا الله في ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.
وقيل له حين أصابه الفالج: لو تداويت. فقال: لقد عرفت أن الدواء حق ولكني ذكرت عادا وثمود وقرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأوجاع وكان لهم الأطباء، فما بقي المداوي ولا المداوى.
عن إبراهيم التيمي قال: أخبرني من صحب الربيع بن خثيم عشرين عاما ما سمع منه كلمة تعاب.
عن بكر بن ماعز قال: ما رئي الربيع متطوعا في مسجد قومه قط إلا مرة واحدة.
قالت سرية الربيع بن خثيم: كان عمل الربيع كله سرا إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه.
عن منذر، عن الربيع بن خثيم قال: كل ما لا يبتغى به وجه الله عز وجل يضمحل.
أبو حيان التيمي عن أبيه، قال: ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا قط.
عن الربيع بن خثيم أنه سرق له فرس أعطي به عشرين ألفا فقالوا له: ادع الله عليه. فقال: اللهم إن كان غنيا فاغفر له، وإن كان فقيرا فأغنه.
أصاب الربيع حجر في رأسه فشجه، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر له فإنه لم يتعمدني.
Bogga 197