Mukhtasar Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Noocyada
السري بن المغلس السقطي قال: أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال. فقيل له: من هم? قال: وهيب بن الورد، وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان بن الخواص.
عبد الله بن خبيق قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: أكلت في عشرة أيام أكلة وشربت شربة.
قال شعيب بن حرب: رأيت النبي في النوم، ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فجئت فقال: أوسعوا له فإنه حافظ لكتاب الله عز وجل.
جاء رجل إلى شعيب بن حرب وهو بمكة فقال: ما جاء بك? قال جئت أؤنسك. قال: جئت تؤنسني وأنا أعالج الوحدة منذ أربعين سنة.
قال شعيب بن حرب: لا تجلس إلا مع أحد رجلين: رجل جلست إليه يعلمك خيرا فتقبل منه، أو رجل تعلمه خيرا فيقبل منك، والثالث: اهرب منه.
قال شعيب بن حرب لرجل: إن دخلت القبر ومعك الإسلام فأبشر.
قال ا بن الفضل: رأيت شعيب بن حرب بمكة وعليه جبة صوف رقيقة نظيفة، وعليه إزار خفيف إلى الصفرة، وعمامة، وهو حاف وقد صفر لحيته على لون، ووجهه مصفر، وفي كمه دريهمات تكون مقدار ثلاثين درهما، وقال: ما أصبحت أملك شيئا من الدنيا أستطيبه إلا هذه ، ورأيته بكى حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته.
نزل على شعيب بن حرب أخ له يقال له عبدة. فلما نادوا بالنفير خرج عبدة فتبعه شعيب. فلما أراد مفارقته قال له شعيب: اجعلني في حل. قال: من أي شيء? قال: من أجل الأخوة فإني لم أقم بأخوتك.
قال شعيب بن حرب: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل.
عبد الوهاب قال: كان ههنا قوم خرجوا إلى المدائن، إلى شعيب بن حرب، فلما رجعوا إلى دورهم ولقد أقام بعضهم يستقي الماء، وكان شعيب يقول لبعضهم الذي يستقي الماء: لو رآك سفيان لقرت عينه.
قال المروزي: وقلت لأبي عبد الله: أرويه عنك? فأجازه.
قال شعيب بن حرب: لا تحقرن فلسا تطيع الله في كسبه، ليس الفلس يراد إنما الطاعة تراد، عسى أن تشتري به بقلا فلا يستقر في جوفك حتى يغفر لك.
Bogga 178