(1) لا يحتسب : لا يظن ولا يرجو ولا يخطر بباله 89 - حدثنا هارون بن عبد الله ، ثنا أبو أسامة ، حدثني مالك بن مغول ، عن محمد بن سوقة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : إن كنا لنعد لرسول الله A في المجلس الواحد مائة مرة : « رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور أو التواب الرحيم » 90 - حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن حسين المعلم ، ثنا ابن بريدة ، عن بشير بن كعب العدوي ، عن شداد بن أوس ، عن النبي A قال : « سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أبوء (1) لك بالنعمة ، وأبوء (2) بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت » وكان خليفة العبدي يقوم إذا هدأت العيون فيقول : « اللهم إليك قمت أبتغي ما عندك من الخيرات ، ثم يعمد إلى محرابه فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر ، وكان يدعو في السحر يقول : هب لي إنابة إخبات ، وإخبات منيب ، وزيني في خلقك بطاعتك ، وحسني لديك بحسن خدمتك ، وأكرمني إذا وفد إليك المتقون ، فأنت خير مسئول ، وخير معبود ، وخير مشكور ، وخير محمود ، وكان إذا دعا في السحر يقول : قام البطالون وقمت معهم ، قمنا إليك ونحن متعرضون لجودك ، فكم من ذي جرم قد صفحت له عن جرمه ، وكم من ذي كرب عظيم قد فرجت له عن كربه ، وكم من ذي ضر كبير قد كشفت له عن ضره ، فبعزتك ما دعانا إلى مسألتك بعد ما انطوينا عليه من معصيتك إلا الذي عرفتنا من جودك وكرمك فأنت المؤمل لكل خير والمرجو عند كل نائبة » وقال رجاء بن مسلم العبدي : كنا مع عجردة العمية في الدار فكانت تحيي الليل صلاة ، وقال : ربما تقوم من أول الليل إلى السحر ، فإذا كان السحر نادت بصوت محزون : « إليك قطع العابدون دجى الليالي بتبكير الدلج إلى ظلم الأسحار ، يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك ، فبك إلهي لا بغيرك أسألك أن تجعلني في أول زمرة السابقين ، وأن ترفعني إليك في درجة المقربين ، وأن تلحقني بعبادك الصالحين ، فأنت أكرم الكرماء ، وأرحم الرحماء ، وأعظم العظماء ، يا كريم » قال : ثم تخر ساجدة نسمع وجبة سقطتها ، فلا تزال تبكي وتدعو في سجودها حتى يطلع الفجر ، وكان ذلك دأبها ثلاثين سنة رحمها الله تعالى
__________
(1) باء : اعترف وأقر بما قدم
Bogga 111