216

Soo Gaabiye Wadada Doonayaasha

مختصر منهاج القاصدين

Tifaftire

شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط

Daabacaha

مكتبة دار البيان

Sanadka Daabacaadda

1398 AH

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

Suufinimo
ذلك عليهم، خوفًا من أن تنحط منزلتهم عند أهل الصلاح، وكل مراء بزي مخصوص ثقل عليه الانتقال إلى ما دونه أو فوقه خوفًا من المذمة.
وأما أهل الدنيا، فمراءاتهم بالثياب النفيسة، والمراكب الحسنة، وأنواع التجميل في الملبس والمسكن وأثاث البيت، وهم في بيوتهم يلبسون الثياب الخشنة، ويشتد عليهم أن يروا بتلك المنزلة.
النوع الثالث: الرياء بالقول، ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير وحفظ الأخبار والآثار، لأجل المحاورة، وإظهار غزارة العلم والدلالة على شدة العناية بأحوال السلف، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس، وإظهار الغضب للمنكرات بين الناس، وخفض الصوت وترقيقه بقراءة القرآن، ليدل بذلك على الخوف والحزن ونحو ذلك.
وأما أهل الدنيا، فمراءاتهم بحفظ الأشعار والأمثال والتفاصح في الكلام ونحو ذلك.
النوع الرابع: الرياء بالعمل، كمرآة المصلى بطول القيام، وتطويل الركوع والسجود، وإظهار الخشوع، ونحو ذلك.
وكذلك بالصوم والغزو والحج والصدقة ونحو ذلك.
وأما أهل الدنيا فمراءاتهم، بالتبختر، والاختيال، وتحريك اليدين، وتقريب الخطى، والأخذ بأطراف الذيل، وإمالة العطفين، ليدلوا بذلك على الحشمة.
النوع الخامس: المراءاة بالأصحاب والزائرين، كالذي يتكلف أن يستزير عالمًا أو عابدًا، ليقال: إن فلانًا قد زار فلانًا، وإن أهل الدين يترددون إليه، ويتبركون به، وكذلك من يرائي بكثرة الشيوخ، ليقال: لقي شيوخًا كثيرة، واستفاد منهم، فيباهى بذلك، فهذه مجامع ما يرائي به المراؤون، يطلبون بذلك الجاه والمنزلة في قلوب العباد.

1 / 216