183

Soo Gaabiye Wadada Doonayaasha

مختصر منهاج القاصدين

Daabacaha

مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ

Goobta Daabacaadda

دمشق

تعلمون منه، ولا تكونوا من جبابرة العلماء، فيغلب جهلكم عليكم" (١). وقال ﵌ لأشج بن قيس (٢): "إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة (٣) ". وشتم رجل ابن عباس رضى الله عنه فلما قضى مقتله، فقال: يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها؟ فنكس الرجل رأسه واستحى. وأسمع رجل معاوية كلامًا شديدًا فقيل له: لو عاقبته؟ فقال: إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي. وأقسم معاوية نطعًا (٤)، فبعث منها إلى شيخ من أهل دمشق فلم يعجبه فجعل عليه يمينًا أن يضرب رأس معاوية، فأتى معاوية فأخبره، فقال له معاوية: أوف بنذرك وارفق بالشيخ. وجاء غلام لأبى ذر وقد كسر رجل شاة له، فقال له: من كسر رجل هذه؟ قال: أنا فعلته عمدًا لأغيظك، فضربنى، فتأثم. فقال: لأغظين من حرضك على غيظي، فأعتقه. وشتم رجل عدى ابن حاتم وهو ساكت، فلما فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا. ودخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة، فمر برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال: أمجنونٌ أنت؟ فقال عمر: لا، فهم به الحرس، فقال عمر: مه، إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا. ولقي رجل على بن الحسين رضى الله عنهما، فسبه، فثارت إليه العبيد، فقال: مهلًا، ثم أقبل على الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك

(١) قال الحافظ العراقي: رواه ابن السني في "رياضة المتعلمين" بسند ضعيف. (٢) هذا لقبه، واسمه: المنذر بن عائذ بن الحارث العصرى، بمهلتين مفتوحتين، نزل البصرة ومات فيها. (٣) الأناة: الترفق والتنظر. (٤) جاء في "القاموس" النطع بالكسر وبالفتح وبالتحريك: بساط من الأديم.

1 / 183