Mukhtasar Ma'arij al-Qubool
مختصر معارج القبول
Daabacaha
مكتبة الكوثر
Lambarka Daabacaadda
الخامسة
Sanadka Daabacaadda
١٤١٨ هـ
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
-وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ فِي النِّفَاقِ الْأَصْغَرِ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنْ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) (١) .
فَهَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا نِفَاقٌ عَمَلِيٌّ لَا يُخْرِجُ مِنَ الدِّينِ إلا إذا صحبه النفاق الاعتقادي. تلك عقيدة أهل السنة والجماعة، أما الخوارج فقالت: المصر على كبيرة من زنى أَوْ شُرْبِ خَمْرٍ أَوْ رِبًا كَافِرٌ مُرْتَدٌّ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ خَارِجٌ مِنَ الدِّينِ بِالْكُلِّيَّةِ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلَا يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وهو مخلد في النار أبدًا (٢) .
وقالت المعتزلة: العصاة ليسوا مؤمنين (٣) وليسو كَافِرِينَ وَلَكِنْ نُسَمِّيهِمْ فَاسِقِينَ. فَجَعَلُوا الْفِسْقَ مَنْزِلَةً بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَحْكُمُوا لَهُ بِمَنْزِلَةٍ بين المنزلتين في الآخرة بَلْ قَضَوْا بِتَخْلِيدِهِ فِي النَّارِ أَبَدًا كَالَّذِينِ من قبلهم، فوافقوا الخوارج مآلًا وخالفوهم مقالًا.
وَقَابَلَ ذَلِكَ الْمُرْجِئَةُ فَقَالُوا: لَا تَضُرُّ الْمَعَاصِي مع الإيمان لا بنقص ولا بمنافاة، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بِذَنْبٍ دُونَ الْكُفْرِ بِالْكُلِّيَّةِ. وَلَا تَفَاضُلَ عِنْدَهُمْ بَيْنَ إِيمَانِ الْفَاسِقِ الموحد وبين إيمان أبي بكر وعمر ﵄.
(١) رواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع منها في الإيمان، باب علامة المنافق، ومسلم في الإيمان، باب بيان خصال المنافق. وانظر الفتح ج ١ص١١١، وشرح النووي ج ٢ ص٤٦.
(٢) وانظر الحكم بغير ما أنزل الله وأهل الغلو لمحمد سرور بن نايف زين العابدين ففيه الرد على من حملوا تلك العقيدة المنحرفة في زماننا.
(٣) مرادهم نفي مطلق الإيمان عنهم ولا يصيرون مسلمين ولا كافرين، وإلا فأهل السنة يقولون العصاة ليسوا مؤمنين الإيمان المطلق بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان أو مؤمنون مطلق الإيمان. فهناك فرق عظيم بين ما نفاه أهل السنة عن العصاة من الإيمان وما نفته المعتزلة والله أعلم.
1 / 326