152

Mukhtasar Ma'arij al-Qubool

مختصر معارج القبول

Daabacaha

مكتبة الكوثر

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨ هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

الفصل الثاني: الإيمان هذه هي المرتبة الثانية في الحديث المذكور. *أولًا: تعريف الإيمان: أ-الإيمان لغة وشرعًا: الإيمان لُغَةً: التَّصْدِيقُ. قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ لِأَبِيهِمْ: ﴿وَمَا أنت بمؤمن لنا﴾ (١) أي بمصدق. وأما في الشريعة: فلإطلاقه حالتان: الْأُولَى: أَنْ يُطْلَقَ عَلَى الْإِفْرَادِ غَيْرَ مُقْتَرِنٍ بِذِكْرِ الْإِسْلَامِ فَحِينَئِذٍ يُرَادُ بِهِ الدِّينُ كُلُّهُ، القول والعمل. والثانية: أن يطلق مَقْرُونًا بِالْإِسْلَامِ وَحِينَئِذٍ يُفَسَّرُ بِالِاعْتِقَادَاتِ الْبَاطِنَةِ كَمَا في حديث جبريل وما في معناه وكقوله تعالى: ﴿الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ في كثير مِنَ الْآيَاتِ، وَكَقَوْلِهِ ﷺ: (اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفِّهِ عَلَى الْإِيمَانِ) (٢) وَذَلِكَ أن الأعمال بالجوارح إنما يتمكن منها في الحياة أما عِنْدُ الْمَوْتِ فَلَا يَبْقَى غَيْرُ قَوْلِ الْقَلْبِ وعمله. أما أمثلة الحالة الأولى (٣) فمنها قوله تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النور﴾ (٤)، وقوله تعالى: ﴿والله ولي المؤمنين﴾ (٥)، وقوله

(١) يوسف: ١٧. (٢) قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: وهو كما قالا، تخريج المشكاة ١٦٧٥. (٣) لما كان الكلام عنها سيطول بعض الشيء إن شاء الله قدمت عليه الكلام في الحالة الثانية. (٤) البقرة: ٢٥٧. (٥) آل عمران: ٦٨.

1 / 175