الفصل الثاني
في ذِكْرِ شَيْءٍ مِن اصْطِلاحِ فُقَهَاءِ الشَّافِعِيّة
في عباراتِهِم وَما أَوْدَعُوهُ طَيِّ إشاراتِهم
اعْلَمْ أَنَّ (الاصْطِلاحَ) هو اتِّفاقُ طائِفَةٍ عَلَى أَمْرٍ مَخْصُوصٍ بَيْنَهُمْ.
فَمِنْ ذُلِكَ أَنَّهُمْ يُطْلِقُونَ:
(الإِمَامَ) يُريدونَ بِهِ إمامَ الحَرَمَيْنِ الجُوَيْنِي(١) ابن أبي مُحمَّد.
و (القَاضِي)، يُرِيدُونَ بِهِ القاضِي حُسَيْن(٢).
أَو (القاضِيَيْن)، فالمُرادُ بِهِمَا الرُّوَيانِي(٣)
(١) هو أبو المعالي، عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني (ت ٤٧٨هـ)، تقدَّم ص ٦٤.
(٢) هو القاضي أبو علي، حسين بن محمد بن أحمد المروالرُّوذي (ت ٤٦٢ هـ)، تقدّم ص ٢٤.
(٣) الرُّويَاني: هو القاضي العلاَّمة فخر الإِسلام شيخ الشافعية أبو المحاسن ، عبد الواحد بن إسماعيلَ بن أحمد الطَبَريّ. وُلِد سنة ٤١٥ هـ في رويان بنواحي طبرستان، ورحل إلى بخارى وغزنة ونيسابور، وبنى بآمل طبرستان مدرسة.
كانت له حظوة عند الملوك. تمكن مِن فقه الشافعي وحفظه وكان يقول: لو =