الشافعية))(١) بِمَا لَمْ أَقِفْ عَلَى مَنْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ ، فَلْيُراجِعْهُ مَنْ أَرادَ الإِحاطَةَ بِذْلِكَ فَإِنَّهُ جَمَّعَ فَأَوْعَى). اهـ.
أَقُولُ: يَنْبَغِي لِكُلِّ فَقِيهِ الوقوفُ عَلَى هُذِهِ المَسائِلِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي كَلامِهِمْ مِنْ قَبِيلِ الغَلَطِ ، أَوِ الضَّعِيفِ الواضِحِ الضَّعْفِ ، بَلْ لَوْ قِيلَ بِوُجوبٍ ذُلِكَ عَلَى كُلِّ مُفْتٍ لِئَلَّا يَقَعَ في الإِفْتَاءِ بِشَيءٍ مِنْها لَمْ يَبْعُدْ.
وسُئِلَ العِلَّمَةُ السَّيِّد عُمرِ البَصْرِيِ(٢) عَنْ تَوَافُقِ عِباراتٍ ((المُغْنِي)(٣) و ((التّحْفَة))(٤) و ((النّهايَةِ))(٥)، هَلْ ذُلِكَ مِنْ وَضْعِ الحافِ عَلَى الحَافِرِ، أَوِ اسْتِمْدادِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ؟
فَأَجابَ رحمه الله بقوله: (شَرْحُ الخَطيبِ الشِّرْبِينِي مَجْمُوع مِنْ خُلاصَةِ شُروحِ (المِنْهاجِ)) مَع تَوَشُّحِهِ مِنْ فَوائِدَ مِنْ تَصانِيفِ شَيْخِ الإِسْلامِ زَكَرِيًّا ، وَهُوَ مُتَقَدِّمٌ عَلَى ((التحْفَةِ)) وَصاحِبُهُ فِي مَرْتَبَةِ مَشَائِخِ
(١) ((الفوائد المدنية فيمن يُفْتَى بقوله من أئمة الشافعية))، تقدّم ص ٤٠.
(٢) هو المفتي عمر بن عبد الرحيم البصري، كان حيّاً سنة ١١٣٧ هـ. تقدّم ص ٤٦.
(٣) ((مغني المحتاج لشرح ألفاظ المنهاج)) للخطيب الشربيني (ت ٩٧٧هـ)، تقدّم ص ٧٦.
(٤) ((تحفة المحتاج لشرح المنهاج))، لابن حجر الهيتمي (ت ٩٧٤هـ)، تقدّم ص ٧٥.
(٥) (نهاية المحتاج لشرح المنهاج)) للشمس الرَّمْلِي (ت ١٠٠٤ هـ)، تقدّم ص ٧٥.