[ أداب المتعلم ]:
وَمِنْ تَعْظِيمِ العِلْمِ: تَعْظِيمُ أَهْلِهِ، لا سِيَّمَا شَيْخُ تَرْبِيَتِهِ وَتَخْرِيجِهِ، فَيُعامِلُهُ بِكَمَالِ الأُدَبِ في حُضُورِهِ وَمَغِيبِهِ، وحَياتِهِ ومَمَاتِهِ، وَأَنْ يُقَابِلَهُ بِغَايَةِ التَّعْظِيمِ وَالإِجْلالِ، وَكَمَالِ الامْتِثَالِ لِمَا يُرْشِدُهُ إِليهِ ظاهِراً وباطِناً.
قال في منظومةِ ((السلوك)):
وَأَنْزِلِ الشَّيْخَ في أَعْلَى مَنازِلِهِ واجْعَلْهُ قِبْلَةَ تَعْظِيمِ وَتَنْزِيهِ
وَمِنْ تَوْقِيرِهِ: أَنْ لا يَمْشِي أَمَامَهُ، ولا يَجْلِسَ مَكانَهُ، ولا يَبْتَدِىءَ بالكَلاَمِ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلا يَسْأَلَهُ عِنْدَ مَلَاَلَتِهِ، ولا في الطَّرِيقِ، حَتَّى يَصِلَ مَنْزِلَهُ.
وَمِنْ آدابِهِ: أَنْ لا يَسْتَنْكِفَ مِنَ السؤَّالِ والاسْتِفَادَةِ مِنْ أَهْلِهَا، وَأَنْ يُلْقِيَ سَمْعَهُ للفائِدَةِ، ولا يَأْنَفَ. وَمَنْ لَمْ يَكُنْ تَعْظِيمُه لِلِمَسْأَلَةِ عِنْدَ الاسْتِمَاعِ بَعْدَ أَنْ سَمِعَها أَلْفَ مَرَّةٍ كَتَعْظِيمِهِ في أوَّلِ مَرَّةٍ فَلَيْسَ بِأَهْلٍ لِلْعِلْمِ.
وَأَنْ يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأُسْتاذِ وَقْتُ لِلِقِرَاءَةِ قَدْرَ القَوْسِ. وَأَنْ يَأْخُذَ عَنْ شَبْخٍ عالِمٍ مَشْهُورٍ، وَرِعِ تَقِيِّ زاهِدٍ عابِدٍ.
وَلْيَعْمَلْ بما يُمْكِنُهُ وُيطِيقُهُ، فَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةِ والسَّلامِ: ((مَنْ ازْدَادَ عِلْماً وَلَمْ يَزْدَدْ هُدَى لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ بُعْداً))(١).
(١) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من رواية علي رضي الله عنه.