16

Mukhtasar al-Fawa'id al-Makkiyah fi ma Yahtajuhu Talabat al-Shafi'iyyah

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

Baare

يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي

Daabacaha

دار البشائر الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1425 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

بَاعَلَوِي(١)، ألا إِنَّهُ البَحْرُ المُحِيطُ، وغيرُه مِنَ الكُتُبِ أَنْهَارٌ تُمَدُّ مِنَ البَحْرِ، بل وفيه أُصُولُ الصَّنَائِع، وَأَسْماءُ الآلاتِ التي يُضْطَرُّ إليها، وضُرُوبُ المَأْكولات، وَالْمَشْرُوباتِ، وَالمَنْكُوحَاتِ، وجَميعُ ما كانَ ويكونُ في الكائناتِ، ممّا يُحَقِّقُ معنى قوله تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِىِ الْكِتَبِ مِن شَىْءٍ﴾(٢)، وفي الخَبَرِ: ((إنَّ فيهِ نَبَأُ مَنْ قَبْلَكُم، وخَبَرَ مَنْ بَعْدَكُمْ، وحُكْمُ ما بَيْنَكُمْ))(٣).

قالَ الإِمام الشَّافعيّ رحمه الله تعالى: (ما مِنْ حادِثَةٍ وَقَعَتْ أو سَتَقَعُ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ إِلَّا وَلَهَا في كتابِ اللَّهِ عِزَّ وجَلَّ وسُنَّةِ

(١) هو عبد الله بن عَلَوِي بن محمد بن أحمد المُهاجر بن عيسى، الحُسَيْني الحضرمي، المعروف بالحَدَّاد باعَلَوِي، عالِمٌ مِن أهل ((تَرِيم)) بحضرموت، وُلد في ((السبير)) سنة ١٠٤٤ هـ، وتوفي في ((الحاوِي)) سنة ١١٣٢ هـ ودُفِنَ بتريم. كان كفيفاً، ذهب الجُدَرِي بِبَصَرِه طفلاً، له رسائل منها: ((عقيدة التوحيد)) وغيرها (انظر: المُرادي، سِلْكُ الدُّرَر في أعيان القرن الثاني عشر ٩٢/٣).

(٢) سورة الأنعام: الآية ٣٨.

(٣) مِن حديث طويل عن عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أَوَّلُه: ((أَلَاَ إنها ستكونُ فِتْنَةٌ، فَقُلْتُ: ما المَخْرَجُ منها يا رسولَ الله؟ قال: كتابُ اللَّهِ، فيهِ نَبَأُ ما قَبْلَكم ... )) الحديث، أخرجه الدارمي في سننه ٤٣٥/٢، في كتاب فضائل القرآن، باب فضل مَن قرأ القرآن، وأخرجه الترمذي في سننه ٥/ ١٧٢، في كتاب فضائل فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن، الحديث (٢٩٠٦). وأخرج نحوه أحمد في المسند ٩١/١ من حديث عليّ أيضاً، أوّله: ((أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! إنّ أُمَّتْك مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَك، قال: فقلتُ له: فأين المَخْرَجُ يا جِبْرِيلُ؟ قال: فقال: كتابُ اللَّهِ تعالى، بِهِ يَقْصِمُ اللَّهُ كلَّ جَبّار، مَنِ اعْتَصَمَ به نَجا، ومَن تَرَكَهُ هَلَكَ - مَرَّتَيْنِ - قَوْلٌ فَصْلٌ، وَلَيْسَ بِالهَزْلِ، لا تَخْتَلِقُهُ الأَلْسُنُ ولا تَفْنَى أَعاجِيبُه، فيه نَبَأ ما كان قَبْلَكم ... )) الحديث.

16