33

Mukhtasar al-Buwayti

مختصر البويطي

Tifaftire

علي محيي الدين القره داغي

Daabacaha

دار المنهاج

Sanadka Daabacaadda

1436 AH

Goobta Daabacaadda

جدة

جامع فقه الإمام الشافعي:

ومن خلال تحقيقي للكتاب تبين لي أن الإمام البويطي قد بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، وله آراؤه الخاصة واجتهاداته التي تدل على نبوغه - كما سيأتي - ولكنه مجتهد متبع لإمامه في أصوله وأدلته.

يقول الإمام أبو عمرو بن الصلاح الشهرزوري: (وللمفتي المنتسب أربعة أحوال: ((أحدهما)): أن لا يكون مقلداً لإمامه لا في المذهب ولا في دليله؛ لاتصافه بصفة المستقل، وإنما ينسب إليه لسلوكه طريقه في الاجتهاد، وادعى الأستاذ أبو إسحاق هذه الصفة لأصحابنا؛ لأنهم صاروا إلى مذهب الشافعي لا تقليداً له، بل لما وجدوا طرقه في الاجتهاد والقياس أسدّ الطرق.... وذكر أبو علي السنجي - بكسر السين المهملة - نحو هذا فقال: اتبعنا الشافعي دون غيره؛ لأنا وجدنا قوله أرجح الأقوال وأعدلها، لا أنا قلدناه) علق على ذلك الإمام النووي فقال: (هذا الذي ذكراه - أي: أبو إسحاق والسنجي - موافق لما أمرهم به الشافعي ثم المزني) قال أبو عمرو: (دعوى انتفاء التقليد عنهم مطلقاً لا يستقيم، ولا يلائم المعلوم من حالهم أو حال أكثرهم)(١).

وقد ذكر العلماء أن البويطي قام بدور عظيم في جمع كتب الإمام الشافعي، ورسائله حيث ذكر الشيخ أبو زهرة: (أن البويطي هو الذي

(١) أدب الفتوى. ط. مكتبة الخانجي ص٤٠، ومقدمة المجموع للنووي. ط. شركة كبار العلماء (٤٣/١).

32