178

Mukhtasar

المحتضر

Baare

سيد علي أشرف

Sanadka Daabacaadda

1424 – 1382 ش

قال ابن عباس: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: ما يبكيك فداك أبي وامي؟!

قال: يا بن عباس! إن أول ما كلمني به ربي أن قال: يا محمد! انظر تحتك.

فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد إنفتحت، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي، فكلمني وكلمته وكلمني ربي.

فقلت: يا رسول الله! بم كلمك ربك؟ قال: قال لي: يا محمد! إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فاعلمه بها فهاهو يسمع كلامك، فأعلمته وأنا بين يدي ربي - عز وجل -، فقال: قد قبلت ذلك وأطعت.

فأمر - سبحانه - الملائكة أن تسلم عليه، ففعلت، ورد عليهم السلام، فرأيت الملائكة تتباشر به، فما مررت على ملأ منهم إلا هنأوني وقالوا: يا محمد! والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله لك ابن عمك، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم فسألت جبرئيل فقال: إنهم استأذنوا الله بالنظر إليه (عليه السلام) فأذن لهم، فلما عدت جعلت أخبر عليا وهو يخبرني، فعلمت أني لم أطأ موطأ إلا وقد كشف له عنه.

قال ابن عباس: فقلت: يا رسول الله! أوصني.

فقال: عليك بحب علي بن أبي طالب.

فقلت: يا رسول الله! أوصني.

فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب، فوالذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي، وهو - تعالى - أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان فيه، وإن لم يجيء بولايته لم يسأله عن شيء وأمر به إلى النار.

يا بن عباس! والذي بعثني بالحق نبيا ، إن النار لأشد غضبا على مبغض علي [منها على من زعم أن لله ولدا] وإن الجنة لأشد سرورا بمن يحب عليا.

Bogga 194