Mukhtarat Qisasiyya Li Yukiyo Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Noocyada
قالت ذلك، وهي تفتح مصراعي باب ناحية الحائط، فظهرت نافذة مثبت بها أسياخ حديدية طولا وعرضا. ومن خلالها شوهد ظلام يوجد فيه شيء ما يتلألأ.
ألقى البروفيسور نظرة بلا اهتمام ناحية المذبح المزين بتمثال للعذراء داخل صالة القداس. عند النظر من النافذة ذات الأسياخ، وفي عمق الناحية اليمنى منها، يمكن رؤية ذلك المذبح ذي اللون الذهبي المتوهج الذي يعطي ظهره لكوة مزينة بالورد.
جذبت عيون البروفيسور الواسعة التي تبرز للخارج قليلا، الجفون الضيقة بالقوة، وبدت وكأنها ترغب في الهروب خارج محجريهما.
دار البروفيسور ببصره، ناحية الجهة اليمنى من عمق النافذة ذات الأسياخ، ثم حملق ناحيتها طويلا.
كان يتكون على سطح الحائط هناك ظل مهيب صارم لأسياخ النافذة ومتعامد عليها. كان الظلام عميقا، ولا يرى خلف الأسياخ إلا أن المقاعد الخشبية موزعة بانتظام في صفوف بشكل ضبابي فقط. وما هو أبعد من ذلك كان غارقا في الظلام، ولا يرى منه شيء .
ولأن البروفيسور ظل وقتا طويلا ينتظر رؤية شيء ما، فقد ظن أنه رأى شخصا بملابس بيضاء يمر بالعرض بخطى متسارعة، وقد أمال رأسه إلى أسفل. ولكنه لم يسمع صوت القبقاب، بلا شك هو من وهم خيال عينيه.
لم يبق بعد ذلك سوى حجرة فيها ما يشبه الهدايا والأشياء العادية من الأعمال اليدوية التي تصنعها راهبات الدير من قش الشعير؛ مثل: العرائس وحامل كروت البريد. وبهذا كانت الزيارة تقريبا قد انتهت.
كل ذلك لم يستغرق إلا نحو عشر دقائق. كان ذلك فقط هو ما يمكن للزوار رؤيته.
خرج الاثنان من بوابة دير «تنشيئن» بعد انحناءة في غاية الأدب، ثم هبطا الدرج الحجري. وفورا بدأ التهامس بالشتائم. المحاضر الشاب كان قد اعتاد ذلك بسبب كثرة مجيئه دليلا لمعارفه وأصدقائه، ولكن البروفيسور كان قد أحس أنه قد خدع بعد أن تم استدراجه بطعم جيد الشكل.
فقام بضرب السور العالي المصنوع من الطوب المحاذي للدرج الحجري بقبضة يده معبرا عن غضب عارم: «هل هذه هي الجنة الأرضية؟»
Bog aan la aqoon