Mukhtarat Qisasiyya Li Yukiyo Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Noocyada
توجد مقالة لكاتبة شهيرة استطاعت في الماضي الوصول لداخل الدير بعد حصولها على وساطة خاصة. ومؤخرا صدر كتاب يجمع صورا التقطها مصور محترف سمح له بالتصوير بدعوة خاصة. من يريد مشاهدة ما بداخل الدير فعليه بتلك الكتب.
ما لدينا من معلومات عما بداخل الدير يمكن إيجازها كما يلي: عدد الراهبات حاليا يزيد قليلا على مائة راهبة، ثلثهن يرتدين المسوح البيضاء، وهن راهبات فرقة الإنشاد اللائي يتمثل دورهن الرئيس في الصلوات. وأما الثلثان الآخران، فيرتدين مسوحا بنية اللون، وهن بمثابة مساعدات للراهبات اللائي دورهن الرئيس هو العمل. فالأبيض يرمز للفكر والبني يرمز للعمل. راهبات فرقة الإنشاد، يبدون بالفعل وكأنهن ملائكة حقيقية.
2
بعد أن يشعلن النار في شموع الشمعدانات باستخدام عصا طويلة في نهايتها شعلة، يقمن بطقس الدوران وهن ينشدن التراتيل الغريغورية بلغة لاتينية مبسطة. الراهبات يلتحفن الوشاح الأسود، وينتعلن قبقابا خشبيا، ويسرن في الممرات التي تم تلميعها جيدا، يغضضن أبصارهن. وعندما تتكلم إحداهن مع أخرى، لا تستخدم الكلمات، بل تتحدث بحركات هادئة من اليد ... إلخ.
ولكن لا يعتقد أن مثل هذه الكتب والصور التي تبدو واقعية بدرجة كبيرة، ترضي الزوار الذين يأتون إلى البوابة الخارجية للدير، وهم يعلمون تمام العلم عدم جدوى ذلك؛ ولذا فهم «مستمرون في المجيء» على أي حال.
كان شهر يونيو في تلك الأرض التي لا يوجد بها موسم أمطار، هو موسم تفتح زهور الزنبق، تحت سماء زرقاء مثيرة للقلق.
قرب الظهيرة، صعدت سيارة «ليموزين» فاخرة من ناحية مدينة «ه» إلى هضبة الدير، يستقل السيارة رجل وجيه متوسط العمر يغرق في الملابس السوداء رغم الصيف، وشاب يضع على عينيه نظارة طبية، هو على ما يبدو دليله للمكان.
الرجل الوجيه لا تشوب منظره شائبة. فهو ذو بشرة سوداء، شحيم الجسد، وتبدو عليه الثقافة والعلم، ويظهر بوضوح أنه من الأغيار. يملك وجها معرفيا مختارا، يخفي في أعماقه همجية شرقية. جاء هذا الأستاذ الجامعي إلى هذه المنطقة من أجل إلقاء محاضرات سريعة، وقد اتخذ تلميذه القديم الذي يعمل حاليا محاضرا في جامعة تلك المدينة، كدليل له في الزيارة، وهما الآن على وشك زيارة الدير.
زهور الزنبق الكثيفة التي تنعكس على نوافذ السيارة تميل مع الرياح، وتملأ السيارة من الداخل برائحة لا يمكن وصفها. - «كح كح كح.»
أصدر الأستاذ الجامعي نحنحة من أنفه الشامخ: «كح كح كح.»
Bog aan la aqoon