Mukhtarat Qisasiyya Li Yukiyo Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Noocyada
طال النواح لفترة ولم يكن قادرا على التفوه بالكلمات، وبدا وكأنه سيظل يبكي إلى الأبد.
عندها ظهرت في غسق الفجر يد بيضاء من أسفل الستائر المدلاة.
أمسك راهب معبد شيغا يد محبوبته بيديه الاثنين، ثم قام بوضعها على جبهته، ثم وضعها على خده.
شعرت محظية الإمبراطور بتلك اليد الباردة العجيبة تلمس يدها، ثم بعد ذلك أحست بيدها قد تبللت بشيء دافئ. أحست محظية الإمبراطور بشعور مقزز؛ لأن يدها قد ابتلت بدموع شخص غريب عنها.
ولكن مع إحساسها بدخول لون السماء الذي يميل إلى البياض من خلال ستائر النافذة، وبسبب قوة إيمانها الحار، لمستها فجأة مشاعر روحية رائعة. لقد جاءها اقتناع أن اليد الغريبة التي لمستها هي يد بوذا نفسه بلا أي شك.
لقد بعثت من جديد الأوهام في قلب المحظية، بعثت مجددا أرضية اللازورد في الأرض الطاهرة، والأبراج السباعية المرصعة بالجواهر، ومناظر الملائكة التي تعزف الموسيقى، وبحيرات الذهب الخالص المفروشة برمال بلورية، وزهور اللوتس ذات الأشعة اللامعة، وأصوات طائر الكالافينكاس الجميلة. إذا كانت تلك الأرض الطاهرة ستكون من نصيبها، والحقيقة أنها لا تزال تؤمن بذلك حتى الآن، فليس لديها مانع في تقبل حب الراهب العظيم. انتظرت المحظية أن يطلب منها ذلك الرجل صاحب يد بوذا أن ترفع الستائر التي تفصله عنها. لا بد وأن الراهب العظيم سيطلب منها ذلك، ثم تقوم برفع الستائر. ثم يظهر له جمالها الذي لا مثيل له، كما حدث في ذلك اليوم على ضفاف بحيرة شيغا. ثم تدعو الراهب العظيم للصعود إلى غرفتها.
انتظرت محظية الإمبراطور العظيم.
لكن كاهن معبد شيغا لم يقل أي شيء، ولم يطلب منها أي شيء، اليد العجوزة التي كانت تمسك يدها بقوة، أخيرا حلت قبضتها، وتركت اليد البيضاء كالثلج وحيدة تحت ضوء الفجر.
غادر الراهب العظيم المكان، وأصبح قلب محظية الإمبراطور باردا.
بعد بضعة أيام وصل نبأ وفاة الراهب العظيم في صومعته، وبهذا الخبر قررت محظية الإمبراطور نسخ كتب السوترا لفة بعد لفة في كتابة جميلة، وإهداءها إلى المعبد. وكلها كتب رائعة تبعث على الامتنان، إنها كتاب «سوترا زهرة اللوتس»، و«كتاب سوترا الحياة الأبدية»، وكتاب «سوترا أكاليل الزهور».
Bog aan la aqoon